أميركا تسعى لحشد الحلفاء في وجه “داعش” وروسيا.. هل تنجح في مهمتها؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/02/10 الساعة 01:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/02/10 الساعة 01:16 بتوقيت غرينتش

يصادق وزراء الدفاع في الحلف الاطلسي الأربعاء 10 فبراير/ شباط 2016 على تعزيز "الحضور المتقدم" للحلف في شرق أوروبا عبر نشر الولايات المتحدة معدات ثقيلة، وذلك رداً على تحركات روسيا.

وقال الأمين العام للأطلسي ينس ستولتنبرغ أن الوزراء الذين سيجتمعون الأربعاء والخميس في بروكسل، "سيوافقون على تعزيز وجودنا المتقدم في الجبهة الشرقية للحلف".

وأكد أن "هذا الأمر إشارة قوية إلى وحدة الحلف، في حال التعرض لهجوم مهما كان مصدره فإن الحلفاء سيردون".

وهذه الاستراتيجية الجديدة تكمل الجهود التي تبذل منذ 18 شهراً لتمتين قدرتي الرد والردع لدى قوات الحلف رداً على ضم روسيا للقرم في مارس / اذار 2014 وهجوم الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا.

وفي هذا السياق، ستعزز "قوات متعددة الجنسية" إجراءات سبق أن اتخذت لطمأنة الدول الحليفة في شرق اوروبا منذ ربيع 2014، على غرار إقامة مراكز لوجستية ونشر معدات وارسال مقاتلات إلى دول البلطيق أو نشر مزيد من البوارج في بحر البلطيق أو البحر الأسود، وفق ما أوضح ستولتنبرغ.

واشنطن تضاعف انفاقها

وستضاعف واشنطن 4 مرات، حتى سقف 3,4 مليارات دولار، النفقات الهادفة إلى تعزيز الوجود الأميركي في أوروبا، وذلك عبر نشر معدات قتالية ثقيلة (دبابات وقاذفات صواريخ) تلائم فرقة أميركية من 15 ألفا إلى 20 ألف عنصر.

إلى ذلك، سيتم طوال العام نشر ما بين 3200 و4 آلاف جندي في دول شرق اوروبا لعمليات تمرين وتدريب، أي ما يوازي لواء كاملاً.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أنه يعتزم تحديد الخطوط العريضة لخطة الولايات المتحدة لتسريع الحملة ضد "داعش" لوزراء دفاع أكثر 24 دولة حليفة محادثات يوم الخميس.

وللولايات المتحدة مخاوف قديمة من أن حلفاء كثيرين لا يسهمون بما يكفي لمحاربة التنظيم المتشدد الذي انتشر خارج الخلافة التي أعلنها في أجزاء من العراق وسوريا.

تسريع وتيرة الحملة

وقال كارتر للصحفيين المسافرين معه: "لا أعتقد أن أي شخص راضٍ عن وتيرة (الحملة) لهذا السبب نحن نبحث عن تسريعها. من المؤكد أن الرئيس غير (راض)".

وأشارت واشنطن إلى الحاجة لمدربين للجيش والشرطة فضلاً عن مساهمات من قوات العمليات الخاصة، بما في ذلك من الحلفاء العرب السنة الذين يعبرون الآن عن رغبة جديدة في المساهمة.

وأوضح كارتر: "لدينا صورة عمليات واضحة جداً للقيام بذلك. الآن نحتاج فقط الموارد والقوات للتنفيذ"، في إشارة إلى خطط لاستعادة الموصل معقل الدولة الإسلامية في العراق، والرقة معقل التنظيم في سوريا.

وأكد مدير المخابرات العسكرية الأميركية للكونغرس، أمس الثلاثاء، أنه من المستبعد تنفيذ عملية بقيادة العراق لاستعادة مدينة الموصل في 2016.

مراجعة استراتيجية سوريا

ومن المرجح أن تتعرض الاستراتيجية الأميركية في سوريا لتدقيق شديد بعدما رجحت الغارات الجوية الروسية المستمرة منذ 4 أشهر كفة الرئيس بشار الأسد الحرب الأهلية المستمرة منذ 5 سنوات في سوريا.

ومن المتوقع أن يناقش وزراء الدفاع هجوماً رئيسياً تشنه الحكومة السورية بدعم من روسيا وإيران قرب حلب تقول فصائل المعارضة المسلحة إنه يهدد مستقبل انتفاضتهم.

ردع روسيا

يبدأ وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي، اليوم الأربعاء، طرح خطط لشبكة معقدة لقواعد شرقية صغيرة وقوات ومناورات دورية ومعدات جاهزة لقوة الاستجابة السريعة.

وخطط الولايات المتحدة لزيادة قدرها 4 أضعاف للإنفاق العسكري في أوروبا ليصل إلى 3.4 مليار دولار في العام المالي 2017، هي محور الاستراتيجية التي تشكلت رداً على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014.

وقال كارتر: "اتطلع لآخرين في حلف شمال الأطلسي لمحاكاة استثمارنا".

وأضاف أن الخطة تهدف إلى نقل حلف شمال الأطلسي إلى "وضع الردع الكامل" لإحباط أي نوع من العدوان.

وأوضح وزير الدفاع الأميركي: "لن تبدو وكأنها مثل ما جرى في أيام الحرب الباردة لكنها ستشكل ردعاً قوياً بمعايير اليوم".

تحميل المزيد