قال مدير وكالة المخابرات العسكرية الأميركية الجنرال فنسنت ستيوارت الاثنين 8 فبراير/ شباط 2016 إن تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) سيزيد وتيرة هجماته العابرة للحدود وقدرتها الفتاكة في الأشهر المقبلة سعيا لتأجيج صراع دولي.
وربط ستيوارت في خطاب أمام مؤتمر أمني تحذيره بتأسيس التنظيم المتشدد "فروعا ناشئة" في مالي وتونس والصومال وبنجلادش وإندونيسيا.
وقال ستيوارت إنه لن يفاجأ إذا وسعت "الدولة الإسلامية" -التي أعلنت قيام "خلافة" على مساحات واسعة في سوريا والعراق-عملياتها من شبه جزيرة سيناء المصرية إلى مناطق أعمق داخل مصر.
وأضاف ستيوارت "في العام الماضي ظلت داعش متحصنة في ساحات المعارك في العراق وسوريا وتمددت على المستوى العالمي إلى ليبيا وسيناء وأفغانستان ونيجيريا والجزائر والسعودية واليمن والقوقاز."
ستزيد من وتيرة هجماتها
وتابع ستيوارت قائلاً "ستزيد داعش على الأرجح من وتيرة هجماتها العابرة للحدود وقدرتها الفتاكة لأنها تسعى لإطلاق العنان لأعمال عنف وإثارة رد فعل شديد من الغرب ومن ثم تغذي روايتها المشوهة" لحرب الغرب على الإسلام.
تأتي تصريحات ستيوارت قبل يوم من قيامه مع مسؤولين آخرين بالمخابرات الأميركية بتقديم التقييم السنوي للتهديدات في مختلف أنحاء العالم للكونغرس.
وقال ستيوارت إن التنظيم السني المتشدد لا يصعد الصراع مع الغرب فحسب لكن أيضاً مع الأقلية الشيعية تماماً مثلما تثير جماعات شيعية متطرفة مثل جماعة حزب الله اللبنانية التوترات مع السنة.
وأضاف "تتفاقم هذه التهديدات بفعل التحديات الأمنية في الشرق الأوسط الذي يواجه الآن واحدة من أكثر الفترات خطورة في العقد الماضي والتي لا يمكن التنبؤ بها."
وكشف البيت الأبيض الأسبوع الماضي تقريرا للمخابرات الأميركية يشير إلى أن الدولة الإسلامية لديها نحو 25 ألف مقاتل في سوريا والعراق انخفاضاً عن تقدير سابق ذكر أن لديها نحو 31 ألفا.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى عوامل مثل الخسائر في المعارك والانشقاق لشرح سبب انخفاض عدد المقاتلين بنحو 20% وقالوا إن التقرير أظهر أن الحملة التي تقودها الولايات المتحدة لسحق الدولة الإسلامية تحرز تقدماً.
الإرهاب وحقوق الإنسان
وتزايدت هجمات المتشددين في الأونة الأخيرة داخل الأراضي المصرية وفي الشهور الأخيرة بدأت بعض العمليات تنتقل من مسرحها التقليدي "سيناء" إلى قلب المحافظات المصرية، إذ شهدت محافظات الدقهلية(شمال القاهرة) والجيزة (غرب القاهرة) والقاهرة عدة مواجهات وتفجيرات.
وفيما تتزايد أعمال تصفها السلطات المصرية بالإرهابية وافق البرلمان المصري في يناير/ كانون الثاني الماضي على قانون مكافحة الإرهاب دون ادخال أي تعديلات رغم الانتقادات التي وجهها له معارضون ومنظمات حقوقية عندما أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي العام الماضي، ما يزيد الأوضاع تشدداً.
وهو ما جعل منظمات حقوقية دولية تحذر من تراجع حالة حقوق الإنسان في مصر، والتضييق على المعارضين ما قد يؤدي إلى تزايد المتشديين في مصر، إذ أكدت منظمة العفو الدولية في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير أن مصر تعاني من "أزمة حقوق انسان ضخمة" بعد خمس سنوات على ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011 التي اسقطت حسني مبارك.
وقال نائب رئيس برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا في منظمة العفو الدولية سعيد بومدوحة انه بعد خمس سنوات من اطاحة مبارك "أوصدت الأبواب فعلياً أمام الآمال التي انعقدت على ثورة 25 يناير/ كانون الثاني لإطلاق عهد جديد من الإصلاحات واحترام حقوق الانسان".
وقالت منظمة العفو الدولية إنه "تم توقيف قرابة 12 ألف شخص باسم محاربة الإرهاب خلال العام 2015 وحده، بينهم متظاهرون ونشطاء مناهضون للحكومة وصحافيون".
داعش تدعو الإخوان للتخلي عن السلمية
وفي تسجيل مسجل كان متحدث بإسم ولاية سيناء "الفرع المصري لداعش" قد دعا شباب الإخوان المسلمين إلى التخلي عن السلمية وحمل السلاح.
وبث فرع التنظيم في سيناء شريطاً لرجل ملتحٍ تم التمويه على وجهه يرتدي جلباباً ويحمل سلاحاً وخلفه سيارات رباعية الدفع يعتليها مسلحون يرتدون زياً مموهاً في منطقة صحراوية، وقد خاطب أنصار "الإخوان" بود لافت بعد أن كان التنظيم اعتاد كيل الاتهامات لهم.
وقال الرجل إن رسالته "هي رسالة من ناصح إلى أهله وإخوانه المسلمين في مصر. لقد بات واضحاً لكل ذي عقل فساد السبل التي اتخذها بعض الناس مدعياً أنها السبيل لتحكيم الشرع وإقامة الدين، مع العلم أن الناصحين أكدوا مغبة سلوك أي سبيل ونهج غير نهج النبي وصحبه".
وعلى خلفية مشاهد فض اعتصام "رابعة العدوية" لآلاف من أنصار مرسي وصور لجثث قتلى عملية الفض، قال الرجل: "وقع ما تم التحذير منه، ها هي السلمية المزعومة التي لم تقتل إلا أهلها، لقد بان عوارها واتضح لكل الناس، فإن الله اختار للناس القصاص وجعل فيه الحياة، واختار الناس السلمية التي لم تقتل إلا أهلها".