قالت الأمم المتحدة، الاثنين 8 فبراير/ شباط 2016، إن 40 ألف شخص على الأقل مهددون بالموت جوعاً في مناطق المعارك في جنوب السودان الذي يقف على حافة مجاعة، محذرة في الوقت ذاته أن أكثر من 58 ألف طفل مهددون بالموت جوعاً في الصومال، وسط موجة جفاف قاسية في الدولة الفقيرة التي تمزقها الحرب في القرن الإفريقي..
ووصفت الأمم المتحدة في تقريرها عدداً من اسوأ الحالات التي يعاني منها السكان في الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عامين والتي شهدت فظاعات وجرائم حرب محتملة من بينها منع دخول الامدادات الغذائية.
وأكدت أن الظروف "تتدهور"، إذ أن أكثر من 2,8 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدات، ما يشكل نحو ربع سكان البلاد.
كما حذرت الأمم المتحدة من أن أكثر من 58 ألف طفل مهددون بالموت جوعاً في الصومال، ما لم تقدم لهم مساعدة عاجلة، وسط موجة جفاف قاسية في الدولة الفقيرة التي تمزقها الحرب في القرن الإفريقي.
وقال المسؤول عن المساعدات في الأمم المتحدة، بيتر دو كليرك: "إن مستوى سوء التغذية خصوصاً بين الأطفال، مصدر قلق كبير، مع نحو 305 آلاف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد"، مضيفاً "تقديراتنا أن 58 ألف طفل مهددون بالموت ما لم تتم معالجتهم".
وقالت الأمم المتحدة إن نحو 950 ألف شخص "يناضلون يومياً لتأمين حاجتهم من الطعام"، مضيفة أن ما مجموعه 4,7 مليون شخص أو نحو 40% من سكان الصومال يحتاجون إلى مساعدة.
ظاهرة النينو
وتسببت الفيضانات وعدم تساقط الأمطار الناجمان عن ظاهرة النينو المناخية في زيادة كبيرة بعدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع في أجزاء كبيرة من إفريقيا.
والمناطق الأكثر تضرراً هي شمال الصومال وضمنها جمهورية أرض الصومال المعلنة من طرف واحد والمطلة على خليج عدن، ومنطقة بونتلاند التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.
وقالت الأمم المتحدة إن "وضع الأمن الغذائي وسوء التغذية في الصومال يثير القلق، خصوصاً في أجزاء من بونتلاند وأرض الصومال الأكثر تضرراً بالجفاف الذي تسببت به النينو".
وأضافت: "نحن قلقون بشدة.. إزاء تزايد الجفاف".
ووجهت الأمم المتحدة نداءً للحصول على مساعدات بقيمة 885 مليون دولار (792 مليون يورو).
وتتواصل المعارك بين متمردي حركة الشباب الإسلامية والقوات الحكومية المدعومة من قوة الاتحاد الإفريقي والتي تضم أكثر من 20 ألف عنصر.
ويأتي التحذير الأممي فيما تسعى إثيوبيا المجاورة لمكافحة أسوأ موجة جفاف تشهدها منذ 30 عاماً.
وفي إثيوبيا 10,2 مليون شخص على الأقل بحاجة لمساعدات غذائية، وحذرت الأمم المتحدة من أن يتضاعف هذا العدد مرتين خلال أشهر.
وظاهرة النينو ناجمة عن ارتفاع درجة حرارة سطح المياه في المحيط الهادئ، ويمكن أن تؤدي إلى أمطار غزيرة في بعض أنحاء العالم وجفاف في مناطق أخرى.