الحصان الذهبي والسيف الدمشقي.. هدايا تبادلها بوتين مع الملك حمد، فما هي قصتها؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/02/08 الساعة 16:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/02/08 الساعة 16:19 بتوقيت غرينتش

سيطر الحصان الذهبي التركماني والسيف الدمشقي، اللذين تبادلهما الرئيس الروسي والعاهل البحريني على سبيل الهدية، على أجواء الزيارة السياسية التي قام بها الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى المنتجع المفضل لدى فلاديمير بوتين في سوتشي.

الزيارة المفاجئة للملك حمد تأتي في أجواء سياسية مشحونة في المنطقة مع تصاعد الضربات الجوية الروسية ضدّ المعارضة السورية المقرّبة من السعودية، خاصة مع احتشاد عشرات آلاف السوريين على الحدود التركية هرباً من "جحيم" الحرب في حلب وريفها.

ورغم أن المنامة كانت قد أعلنت الجمعة -بعد يوم من إعلان السعودية تعهداً مماثلاً- عن استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن بوتين حرص أن يدفع بقطعة نقدية إلى العاهل البحريني مقابل السيف الدمشقي المذهب الذي أهداه الملك حمد لزعيم روسيا.

قطعة بوتين النقدية لم تأت عن عبث، فالخرافات الروسية تذهب إلى أن الأدوات الحادة إنما تُشترى فقط بدعوى أن السيوف والخناجر والسكاكين ستوقع "الشر" إذا تبادلها شخصان كهدية أو كهبة.

لم يُعرف تماماً لماذا اختار الملك حمد سيفاً دمشقياً أشرف على تصميمه بنفسه ليقدمه للرئيس بوتين الذي يخوض حرباً شرسة في سوريا وسط خلاف دولي حول الغارات الجوية الروسية ودورها في تقويض محادثات السلام الأسبوع الماضي في جنيف.

وتشن روسيا منذ 30 أيلول/سبتمبر حملة جوية مساندة لقوات النظام في عملياتها البرية، تقول إنها تستهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" ومجموعات "إرهابية" أخرى. وتتهمها دول الغرب ومجموعات مقاتلة باستهداف فصائل مقاتلة يصنف بعضها في إطار "المعتدلة" أكثر من تركيزها على الجهاديين.

فما هي قصة السيف الدمشقي؟

السيف الدمشقي أخذ اسمه من الفولاذ الدمشقي الذي هو أحد المعادن النادرة في حينه الذي استخدم في صناعة أنصال السيوف في الشرق الأدنى. وتتميز تلك السيوف بتكوينها المترابط على نحو متميز، والنقاط على جسم النصل التي تشبه الماء المتدفق، ومثل تلك الأنصال كانت تشتهر بقوتها ومقاومتها للانكسار، وإمكانية صقلها على نحو حاد، وكذلك حافتها المرنة.

ولم تُعرف بعد الطريقة الأصلية لإنتاح السيوف الدمشقية. والمحاولات الحديثة لاستنساخ المادة المصنوع منها لم تكن ناجحة بالكامل نظراً لاختلاف المواد المُستخدمة في الصناعة وتقنية الصنع.
سمعة وتاريخ السيوف الدمشقية قد بلغت حدَّ الأساطير؛ مثل قدرتها على قطع فوّهات البنادق، أو حتى قطع شعرة وهي في الهواء، والسيوف الدمشقية تحمل مرونة البلاستيك وصلبة للغاية في الوقت نفسه.

الحصان الذهبي أو الأكحل التركماني

بدوره، حرص الرئيس بوتين أن يرد على الهدية الثمينة لضيفه بهدية لا تقل عنها، فقد قدم له حصاناً إسطورياً يُدعى "حاجي بك" وهو من سلالة "أكحل تيكي" التي ترجع أصولها إلى تركمانستان التي تتخذه شعاراً وطنيا.

وربما كان لاختيار بوتين هذه السلالة بالتحديد دلالة أيضا، إذ يذكر أن العلاقات بين أنقرة وموسكو تدهورت بعد أن قامت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي بإسقاط طائرة حربية روسية على الحدود السورية في تشرين الثاني/نوفمبر رغم إصرار موسكو إن الطائرة لم تدخل الأجواء التركية، وعمدت بعدها الطائرات الروسية إلى استهداف قرى عديدة يسكنها تركمان سوريا.

و"حاجي بك" ذو اللون الذهبي من مواليد 2012 وفاز العام الماضي بلقب بطل العالم في المسابقة لممثلي سلالته "التيكية"، وقبلها بعام فاز ببطولة كأس العالم للخيول أيضا، كما فاز ببطولة ثالثة في العام نفسه، ولكن للخيول الناشئة.

وتشتهر هذه الخيول بالسرعة والقدرة على التحمل والذكاء واللون المعدني المتميز. وفروها اللامع منحها لقب "الخيول الذهبية"، وتتكيف تلك الخيول مع الظرف المناخية القاسية ويُعتقد أن سلالتهم واحدة من أقدم سلالات الخيل.

ويتواجد حوالي 6600 فرس من هذه السلالة حول العالم، مُعظمهم في تركمانستان وروسيا، وهناك العديد من النظريات حول أصول تلك السلالة، والبعض يرجعها إلى آلاف السنين.

القبائل في تركمانستان تختار الخيول بانتقائية، ويسجّلون أنسابهم بالرواية الشفوية، ويستخدمونها للركوب. وتلك السلالة كانت قد اُستُخدِمَت في حرب خاسرة ضد الامبراطورية الروسية، وتم إدراجها كخيول بالإمبراطورية فضلًا عن بلدها الأصلي.

تحميل المزيد