بعد أيام من إعلان السعودية استعدادها للمشاركة بقوات برية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) حال وافق التحالف الدولي الذي تقوده أميركا على تدخّل بري في سوريا، وجه وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الشكر للعاهل السعودي على إبداء الرغبة في محاربة التنظيم، لكنه لم يشر إلى أية خطوات محتملة في هذا الإطار.
مؤتمر صحافي عقده كيري في واشنطن مساء الاثنين 8 فبراير/شباط 2016، عقب محادثات أجراها مع نظيره السعودي عادل الجبير تناولت ملف سوريا واليمن وفلسطين، فيما يعد اللقاء هو الأول بعد إعلان السعودية.
ورغم أن حديث السعوديين واستعدادهم لقتال داعش في سوريا لاقى ترحيباً من الرئيس الأميركي باراك أوباما ومن وزير دفاعه آشتون كارتر، إلا أن المؤتمر الصحفي لكيري والجبير تجاهل الحديث تماماً عن أية خطوات في هذا الاتجاه واكتفى فقط بشكر الملك سلمان.
فيما كرر الجبير في المؤتمر الصحفي استعداد بلاده للمشاركة في حرب برية ضد التنظيم الذي تبنّى عمليات انتحارية على بعض مساجد المنطقة الشرقية بالسعودية.
من جانبه أكد كيري أن المفاوضات ضرورية لإيجاد مخرج من الأزمة السورية، فيما قال وزير الخارجية السعودية أن بلاده عازمة على "حل أزمات المنطقة من خلال النقاش".
وزير الخارجية الأميركي أعلن أيضاً أن إجراء محادثات بهدف إنهاء الصراع في اليمن قد يكون ممكناً خلال الأسابيع القليلة القادمة.
ولم يضف كيري المزيد واكتفى بالقول أنه ناقش مع الجبير الأوضاع في سوريا واليمن.
تصريحات منفردة للجبير
وفي تصريحات منفردة أكد وزير خارجية السعودية عادل الجبير أن واشنطن رحبت بعرض السعودية نشر قوات خاصة دعما لعملية برية ممكنة للتحالف الدولي في سوريا.
وقال الجبير عقب لقائه وزير الخارجية الاميركي جون كيري إن أي عملية يجب أن تكون بقيادة أميركية على أن تقوم السعودية بدور رئيسي فيها.
وقال الجبير للصحافيين إن "الحكومة الأميركية كانت مؤيدة جداً وإيجابية جداً بشأن استعداد المملكة لإرسال قوات خاصة للعملية في سوريا في حال قرر التحالف الدولي القيام بذلك".
كما قال الجبير إن فكرة القيام بعملية برية جاءت من واشنطن وإن أعضاء التحالف الذي يضم 65 بلداً لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية يتوقعون أن تتولى أميركا قيادتها.
وأكدت أميركا علنا أنها أرسلت عدداً صغيراً من جنود قوات العمليات الخاصة إلى شرق سوريا لمساعدة فصائل محلية على محاربة التنظيم، لكن النقاش مستمر في واشنطن حول صواب وحجم أي عملية برية محتملة ضد داعش.
يذكر أن إعلان السعودية لاقى قبولاً من دولة الإمارات التي أعلنت استعدادها هي الأخرى المشاركة بقوات برية لقتال داعش في سوريا، كما أكدت البحرين رغبتها في المشاركة في أي عمل بري محتمل.
زيارة الجبير لواشنطن تأتي بالتزامن مع زيارة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة إلى روسيا ولقاء الرئيس فلاديمير بوتين الذي يعارض توجّهات السعودية ودول الخليج في الملف السوري.