أكدت كوريا الشمالية الأحد 7 فبراير/شباط 2016، أنها نجحت في وضع قمر صناعي في المدار بفضل إطلاقها صاروخا في خطوة قالت عنها "حدث العصر" ودانتها دول عدة معتبرة أنها تجربة لصاروخ بالستي.
وأعلنت مقدمة برامج في التلفزيون الرسمي عن إطلاق الصاروخ بأمر من الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ-أون شخصيا، وقالت إنه أتاح "وضع قمرنا الصناعي لمراقبة الأرض كوانغميونغسونغ-4 بنجاح في المدار".
ودخل الصاروخ الذي أطلق عند الساعة التاسعة بتوقيت بيونغ يانغ (00,30 ت غ)من قاعد سوهاي في شمال غرب البلاد، المدار بعد 10 دقائق على ذلك.
وتلت البيان ري شون-هي مقدمة البرامج الشهيرة في كوريا الشمالية المعروفة بأسلوبها القوي في إعلان الأحداث الكبرى بما في ذلك التجربة النووية التي اجريت الشهر الماضي.
وقالت ري إن "النجاح التام في إطلاق كوانغميونغسونغ-4 (…) هو حدث العصر في تطور البلاد العلمي والتقني والاقتصادي وقدراتها الدفاعية عبر ممارسة الحق المشروع في استخدام الفضاء لأغراض سلمية ومستقلة".
وأضافت أن كوريا الشمالية ستواصل الدفع قدما ببرنامجها النووي، موضحة أن القمر الصناعي الأخير الذي يحمل عدة أجهزة للقياس والاتصالات يتحرك على المدار بوتيرة 94 دقيقة و24 ثانية.
وتابعت أن "الإدارة الوطنية لتطوير صناعة الفضائية في الجمهورية الشعبية لكوريا الديمقراطية ستطلق في المستقبل أقمارا صناعية أخرى (…) بما يتلاءم مع حرص حزب العمال الكوري على سياسته إيلاء أهمية للعلوم والتكنولوجيا".
مجلس الأمن يعقد اجتماعاً
وبسبب إقدام بيونغ يانغ على تلك الخطورة يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا الأحد في نيويورك، وفق ما افاد دبلوماسيون.
وطلبت عقد هذا الاجتماع الذي سيكون في شكل مشاورات مغلقة، كل من اليابان والولايات المتحدة عضوي مجلس الأمن وكوريا الجنوبية.
وأكدت واشنطن وطوكيو وسيول في رسالة مشتركة وجهتها إلى الرئاسة الفنزويلية لمجلس الأمن لطلب الاجتماع الطارئ "أن إطلاق كوريا الشمالية اليوم لقمر صناعي مزعوم، يشكل انتهاكا لقرارات الامم المتحدة ذات الصلة" والتي تحظر على بيونغ يانغ أي نشاط بالستي أو نووي.
وجاء إطلاق الصاروخ في الوقت الذي لا يزال فيه المجتمع الدولي يحاول التوصل إلى توافق بشان كيفية الرد على آخر تجربة نووية لكوريا الشمالية في 6 يناير/كانون الثاني الماضي.
أميركا تعتبر الخطوة استفزازاً كوريًّا
فيما نددت الإدارة الأميركية بأشد العبارات بإطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى معتبرة ذلك "استفزازا كبيرا" يهدد أمن آسيا والولايات المتحدة وستكون له "عواقب خطرة".
أادان البيت الأبيض وفق بيان لسوزان رايس مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي "العمل الجديد المزعزع للاستقرار والمستفز والانتهاك الصارخ للقرارات العديدة لمجلس الأمن الدولي".
وشددت رايس على أن "برامج الأسلحة النووية والبالستية لكوريا الشمالية تشكل تهديدا جديا لمصالحنا، بما فيها أمن بعض من حلفائنا المقربين، وتهدد السلم والأمن في المنطقة".
الصين تعبر عن أسفها
ومن جانبها عبرت الصين الحليف الرئيسي لكوريا الشمالية عن "أسفها" بعد إعلان بيونغ يانغ عن وضع قمر اصطناعي في المدار بواسطة صاروخ بعيد المدى.
وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ على الموقع الإلكتروني للوزارة إن "الصين تعبر عن أسفها في ما يتعلق بالإصرار (من قبل كوريا الشمالية) على تنفيذ إطلاق تقنية صاروخية على الرغم من المعارضة الدولية".
وأضافت أن بيونغ يانغ "تتمتع بحق الاستخدام السلمي للفضاء لكن هذا الحق تحد منه قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة".
كما طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من كوريا الشمالية "الكف عن أعمالها الاستفزازية" وأكد بان كي مون في بيان أن إطلاق الصاروخ "مؤسف جدا،" مشيرا إلى أنه ينتهك قرارات الأمم المتحدة.
وأضاف أنه "يؤكد دعوته كوريا الشمالية الكف عن أعمالها الاستفزازية واحترام التزاماتها الدولية مجددا".
وأكد الأمين العام للمنظمة الدولية "التزامه العمل مع كل الأطراف المعنية لتهدئة التوتر وإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بشكل يمكن التحقق منه".
وتخضع كوريا الشمالية لعقوبات دولية مشددة إثر اطلاقها صواريخ بالستية وثلاث تجارب نووية في تشرين الأول/أكتوبر 2006 وأيار/مايو 2009 وشباط/فبراير 2013.