حماية مساجد السعودية .. خطوات أمنية جديدة قيد التنفيذ

عربي بوست
تم النشر: 2016/02/04 الساعة 08:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/02/04 الساعة 08:56 بتوقيت غرينتش

الاستهداف المتكرر للمساجد السعودية بهجمات انتحارية، وخاصة في المنطقة الشرقية، دفع وزارة الداخلية إلى تفعيل أوجه التعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية، الجهة الحكومية المخولة بالإشراف على المساجد، إلى جانب اتخاذ عدد من الإجراءات الأمنية والاحترازية لمنع أي هجمات جديدة.

مدير الأمن العام، الفريق عثمان المحرج، جدد عزم بلاده على مكافحة ما سمّاها "الفئة الضالة"، إذا ما اقتربت من المساجد، التي تعهّد بأنها ستبقى تحت الحماية الأمنية في المناطق كافة بالتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية، طالما بقي "الإرهابيون يستهدفون الإسلام بأفعالهم الإجرامية"، على حد تعبيره.

وأكد أن للمواطن دوراً مهماً في حماية المساجد، مستشهداً بالتعاون الذي جمعهم برجال الأمن في حادثة المسجد في حي "محاسن" الجمعة الماضي.

ويهدف التعاون بين الوزارتين إلى توفير الإمكانيات الأمنية وتوفير حراسات على بوابات المساجد أثناء صلاة الجمعة، مع زيادة الرقابة خلال الأيام الأخرى. وتأتي تلك الخطوة، التي توصف بالاحترازية، لمنع وقوع أي هجمات أخرى كتلك التي استهدفت مسجد الرضا بمدينة الأحساء، شرقي السعودية، يوم الجمعة الماضي والتي أوقعت 4 قتلى، و36 مصاباً، بينهم 3 من رجال الأمن.

مصادر في وزارة الشؤون الإسلامية أكدت أن جميع المساجد ملتزمة بتعليمات إغلاق المساجد وفتحها وقت الصلاة وتوفير حراس ومراقبين طوال أيام الأسبوع، مشيرة إلى أن الوزارة عمدت خلال الفترة الماضية إلى تكثيف التنسيق الأمني الذي نجح في إحباط حادثة الأحساء الأخيرة والحد من أضرارها.

كاميرات لمراقبة المساجد


وكانت وزراة الشؤون الإسلامية قد أعلنت انتهاءها، خلال الصيف الماضي، من إعداد خطط أمنية لتأمين أهم الجوامع والمصليات في كافة المناطق والمحافظات، عبر كاميرات مراقبة داخل المساجد وخارجها، وذلك كمرحلة أولى ضمن مراحل متعددة لتأمين الاحترازات والحراسة للمساجد التي تكتظ بالمصلين أثناء صلاة الجمعة والجماعات.

إلى ذلك فقد تلقت فروع الوزارة بجميع المناطق خطاباً يفيد بحصر المساجد المهمة كخطة أولى للعمل على تأمين مستلزمات السلامة بما فيها الكاميرات الأمنية، كما أن تلك الخطوة ستتم بعد الاتفاق مع إحدى الشركات المتخصصة.

المساجد لازالت ممتلئة


‫وبعيد وقوع الهجمات المتتالية التي استهدفت عدداً من المساجد الشيعية، بات المصلون أشد حذراً وتنبهاً، ولكن لم يلاحظ تخلّف أو تناقص لأعداد المصلين لأداء صلاة الجمعة، وذلك طبقاً لما صرح به عبدالله الميمني، مؤذن بأحد مساجد مدينة الخبر، لـ"عربي بوست".

وذكر أيضاً أنه يتواجد عدد من الدوريات الأمنية بالقرب من الجوامع الكبيرة لتأمينها. وتنفيذاً لقرارات وزارة الشؤون الإسلامية قام عدد من المساجد بتعيين حراس مدنيين.

ويؤكد عبده القاضي الذي يعمل إماماً مناوباً لمسجد الرضوان في مدينة جدة، لـ"عربي بوست" أن تلك الهجمات لم تثنِ المصلين عن أداء صلاة الجمعة، فالمساجد لازالت ممتلئة عن بكرة أبيها.

ويعزو القاضي أسباب عدم خوف المصلين إلى عاملين: الأول هو أن الجميع يثق بقدرة السلطات الأمنية في إحباط الهجمات قبل وقوعها، حيث لوحظ قلة عدد القتلى في الهجمات الأخيرة بسبب الانتشار الأمني ونقاط التفتيش المنتشرة في شوارع المدن السعودية.

والعامل الثاني أن الهجمات وإن وقعت فلا زالت في نطاق محدود وضيق.

تحميل المزيد