تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية"، الأحد 31 يناير/كانون الثاني 2016، التفجيرات التي استهدفت منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، متحدثاً عن تنفيذ "عمليتين استشهاديتين"، وفق بيان تداولته مواقع وحسابات جهادية.
وجاء في بيان التنظيم "تمكن جنديان من جنود الخلافة من تنفيذ عمليتين استشهاديتين على وكر للرافضة المشركين في منطقة السيدة زينب في دمشق، حاصدين نحو 50 قتيلاً وقرابة 120 جريحاً".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من ستين شخصا بينهم 25 مقاتلا شيعيا قتلوا في تفجيرين انتحاريين نفذهما تنظيم الدولة الإسلامية في حي في العاصمة السورية يضم واحدا من أهم المزارات الشيعية.
وأفادت حصيلة للإعلام الرسمي السوري بمقتل 45 شخصاً وإصابة أكثر من 110 آخرين بجروح جراء تفجير سيارة مفخخة، وإقدام انتحاريَّيْنِ على تفجير نفسيهما بحزام ناسف.
تفاصيل التفجير
ونقلت الوكالة السورية عن وزارة الداخلية السورية أن شخصين فجروا سيارة مفخخة عند أحد مواقف حافلات نقل الركاب في منطقة كوع سودان في بلدة السيدة زينب، تبعها تفجير انتحاريين نفسيهما بحزامين ناسفين.
وقال مصور لوكالة فرانس برس في المكان، إن التفجير أدى إلى تضرر بناء مكون من ستة طوابق بشكل كبير وتحطم نوافذه كما تهشمت واجهة البناء المقابل له.
وأحدث التفجير حفرة كبيرة يزيد قطرها عن متر ونصف، وأدى إلى تضرر أكثر من 15 سيارة وحافلة كانت مركونة بالقرب من المكان المستهدف.
وعملت سيارات الإسعاف على نقل الضحايا إلى المستشفيات القريبة وإلى دمشق.
وفرض عناصر من الدفاع الوطني طوقاً أمنياً على المنطقة قبل أن يسمحوا بدخول الصحافيين والمصورين.
مقصد للشيعة
وتضم البلدة مقام السيدة زينب، الذي يعد مقصداً للسياحة الدينية في سوريا وخصوصاً من اتباع الطائفة الشيعية، ويقصده زوار تحديداً من إيران والعراق ولبنان على رغم استهداف المنطقة بتفجيرات عدة في وقت سابق.
ويخضع المقام لحراسة مشددة من مقاتلين شيعة من جنسيات عدة في مقدمتهم مقاتلو حزب الله اللبناني بالإضافة إلى مقاتلين عراقيين.
وأورد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن حصيلة في وقت لاحق أفادت بمقتل 47 شخصاً، مشيراً إلى أن 20 منهم من المدنيين بالإضافة إلى 16 من المقاتلين الشيعة غير السوريين".
وبحسب المرصد، انفجرت سيارة مففخة بالقرب من نقطة أمنية، تلاها إقدام انتحاري واحد على الأقل على تفجير نفسه بحزام ناسف بعد تجمع المارة والمقاتلين.
لكن التلفزيون السوري الرسمي أفاد بأن التفجيرات وقعت قرب مبنى سكني وتزامن الأول مع مرور حافلة ركاب.
ومنذ إعلانه العام 2013 علناً عن وجود مقاتليه في سوريا، برر حزب الله، وهو حليف رئيسي لنظام الرئيس بشار الأسد، قتاله إلى جانب قوات النظام بحماية المقامات الدينية وعلى رأسها مقام السيدة زينب.
ويفرض المقاتلون الشيعة إجراءات أمنية مشددة في محيط المقام الديني، كما يقيمون نقاطاً أمنية تتولى تفتيش السيارات المارة والتي لا تتمكن من دخول المنطقة المحيطة مباشرة بمقام السيدة زينب.
وتعرضت المنطقة في وقت سابق لتفجيرين انتحاريين في فبراير/شباط 2015، استهدفا حاجزاً للتفتيش وأسفرا عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 13 آخرين، وذلك بعد أيام على تفجير انتحاري في حافلة في منطقة الكلاسة في دمشق كانت متجهة إلى مقام السيدة زينب جنوب العاصمة.
وتسبب الانفجار حينها بمقتل 9 أشخاص بينهم 6 لبنانيين كانوا يزورون مقامات دينية، وتبنت جبهة النصرة تنفيذه.