ليس حظاً!

استعد جيداً، فبدلاً من أن تقف على مراقبة الآخرين وحظوظهم، أتعب نفسك وجهّز نفسك جيداً، اعرف هدفك، حلمك، شغفك، واعمل وابذل مجهوداً كبيراً، واسعى بكل ما لديك لتنال أفضل الفرص أوالحظوظ إن كنت مُصِّراً أن تسميه حظاً.

عربي بوست
تم النشر: 2016/01/29 الساعة 01:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/01/29 الساعة 01:51 بتوقيت غرينتش

كثيراً ما نسمع هذه العبارات في حياتنا اليومية:
"فلانة لأنها حلوة صارت مذيعة ناجحة ولولا إنها حلوة ما اشتغلت بالتلفزيون أصلاً!"
"فلان ورث من أبوه كل المصاري والشركة، لولا هالورثة ما بتشوفه رجل أعمال ناجح، كان هلأ بدوّر عشغل ومش لاقي!"
"فلانة لولا أهلها أغنياء ودرّسوها بالجامعة الأميركية ما كانت هيك لغتها ولا كانت صحفية ناجحة في موقع إخباري مهم ويمكن ولا بتعرف تكتب كلمتين على بعضهم!"
"فلان لولا الجنسية الغربية ما كانت الشركة وظفته بهالمنصب ولا سألت فيه أو وظفته عندها!"
"فلانة لولا علاقات خالها ما تزوجت الشاب الفلاني وما كان أصلا زوجها بحبها لهالدرجة بس الدنيا مصالح وبدها شطارة!"
الكثير من الناس يبرر فشله ونجاح الآخرين برمي ذلك كله على "الحظ"، فلان لديه حظ أما هو فلا؛ وكل ناجح نجح لأنه "محظوظ" أما هو ففشل لأنه "متعوس".

فلانة المذيعة الجميلة ربما ساعدها مظهرها على دخول المجال، ولكنها لم تكن لتستمر وتنجح لولا أحبها الجمهور وكان لها حضورها وتميّزها وطوّرت من نفسها وثقافتها.
وفلان الذي ورث مال والده لولا مهاراته الإدارية وتركيزه في عمله لأفلست الشركة، وخسر كل مال أبيه بعد أشهر قليلة ربما.
فلانة التي درست في الجامعة الأميركية لو لم تسعَ للصحافة بنفسها، وتعمل بجدّ على كلمة وكل مقال وكل تحقيق نشرته لما كانت على ما هي عليه اليوم.
فلانة التي تزوجت ذلك الشاب بترشيح من خالها لم يكن ليحبها زوجها لو لم تبادله الحب والاهتمام والرعاية.

هذه هي الحياة، مليئة بالفرص أو"الحظ" كما يحب المتكاسلون تسميته، ولكن الفرصة وحدها أو الحظ غير كفيل بإنجاح أيٍّ كان.
فالفرصة ليست سوى دَفعة للسيارة "Jump start"، وبعدها ستتوقف إن لم يكن هناك الوقود الكافي، إن لم يكن هناك الجهد الكبير المبذول والشغف للمجال والعمل لإثبات النفس التعلم والتقدم والاستمرار في سلم النجاح، فلم يسموه "سُلّماً" لو كان صعوده سهلاً.

النجاح ليس وصفة سحرية تشربها مع كأس ماء دافئ في الصباح، إنما هو وصفة معقدة واقعية يومية، تشغل تفكيرك ووقتك، وتستهلك جهد أي إنسان ناجح في كل يوم.
فكفاك تبريراً لفشلك بالـ"لا_حظ"، وتبرير نجاح الآخرين بحرفين فقط هما "حظ"، والحقيقة عكس ذلك تماماً.

أعشق هذه المقولة لأوبرا وينفري عن الحظ والفرص وأؤمن بها كثيراً:
"I believe luck is preparation meeting opportunity. If you hadn't been prepared when the opportunity came along, you wouldn't have been lucky."
"أؤمن بأن الحظ هو التقاء الجاهزية مع الفرصة. لو لم تكن مستعداً جيداً عندما أتت الفرصة في طريقك، لما كنت محظوظاً".

استعد جيداً، فبدلاً من أن تقف على مراقبة الآخرين وحظوظهم، أتعب نفسك وجهّز نفسك جيداً، اعرف هدفك، حلمك، شغفك، واعمل وابذل مجهوداً كبيراً، واسعى بكل ما لديك لتنال أفضل الفرص أوالحظوظ إن كنت مُصِّراً أن تسميه حظاً.
فقد تأتي لك أجمل وأفخر سيارة "ليموزين" على الإطلاق، وتكون مستعدة لنقلك إلى أي مكان تريده، ولكن إن لم تكن تعرف وجهتك أصلاً فستتركك في مكانك، وستحمل غيرك؛ ذلك "المستعد" للانطلاق نحو وجهته.
وصدقني كل ذلك ليس حظاً!

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد