أعربت أميركا عن قلقها مما وصفته "الفساد داخل الحكومة الروسية"، وذلك بعد أيام من اتهام مساعد وزير الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والجرائم المالية، للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالفساد المالي ومعاونة المقربين منه على تربح المليارات من عقود الغاز والنفط الروسية التي أوصلتهم للثراء الفاحش.
مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قال مساء الخميس 28 يناير/كانون الثاني 2016، "بشكل عام، لدينا مخاوف من الفساد داخل الحكومة الروسية وهذا أمر معروف".
وتابع في الموجز الصحفي، من واشنطن، إن "الفساد مشكلة هائلة، ونحن قلقون من تأثيرها على البلاد، ولقد شجعنا ونواصل حثنا للحكومة الروسية، على دعم جهود المجتمع المدني، لتحسين الشفافية وغيرها من الجهود في مكافحة الفساد".
أفضل وصف
وكان مساعد وزير الخزانة الأمريكية لشؤون الارهاب والجرائم المالية، آدم زوبين، قال في وقت سابق، في مقابلة مع بي بي سي البريطانية، إنه يعتبر الرئيس بوتين "فاسداً"، وهو أمر قال عنه متحدث البيت الأبيض الأمريكي، جوش إيرنست، أمس أيضا، بأنه "أفضل وصف لوجهة نظر الإدارة (الأمريكية)".
نائب وزير الخزانة المكلّف بمكافحة الإرهاب في تحقيق لهيئة "بي بي سي" البريطانية، قال الاثنين 25 يناير/كانون الثاني 2016، عن بوتين "رأيناه يضخم ثروات أصدقائه وحلفائه المقربين ويهمّش من لا يعتبرهم أصدقاء له باستخدام أموال الدولة".
المسؤول الأميركي الرفيع أضاف "سواء تعلّق الأمر بثروات النفط والغاز الروسية أو العقود الحكومية الأخرى، فهو يوزعها على من يعتقد أنهم سيخدمونه على حساب الآخرين، وهذا تحديداً ما نسمّيه فساداً".
خبير في إخفاء أمواله
وفي وقت يخضع كثيرون من المقربين من بوتين لعقوبات أميركية منذ 2014، فإنها المرة الأولى التي توجه الإدارة الأميركية اتهاماتٍ صريحة لبوتين وفق "بي بي سي".
زوبن رفض التعليق على تقرير سرّي لوكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) أشارت إليه "بي بي سي" وقدر في 2007 ثروة بوتين بنحو 40 مليار دولار. ولكنه قال إن الرئيس الروسي يجمع "منذ سنوات عدة" ثروته بصورة سرية.
وأكد زوبن أن بوتين يتقاضى "راتباً رسمياً يقدر بـ 110 آلاف دولار سنوياً، ولكن هذا لا علاقة له بوضعه المالي الحقيقي وهو لديه خبرة طويلة في إخفاء أمواله".
متحدثة باسم الرئيس الروسي أكدت رداً على سؤال "بي بي سي" أن هذه الاتهامات لا تستحق التعليق "لأنها ليست سوى محض خيال".
الأرقام المعلنة لرجل متواضع
وترسم الأرقام المعلنة لثروة بوتين صورة لرجل متواضع. وفي أبريل/ نيسان الماضي أعلن بوتين أن دخله في 2014 بلغ 7.65 مليون روبل (119 ألف دولار). وكشف عن امتلاكه لشقتين متواضعتين وقال إنه يتقاسم مكانا في مرآب للسيارات.
وفرضت أميركا عقوبات على عدد من رجال الأعمال الروس الموالين لبوتين ضمن محاولتها للضغط على روسيا بعد تدخلها في أوكرانيا.
أصدقاء بوتين
وفي مارس/ آذار 2014 ربطت وزارة الخزانة الأمريكية بين بوتين وأرباح حققها واحد من رجال الأعمال الموالين هؤلاء هو جينادي تيمتشينكو وهو حليفه لفترة طويلة ثم مالك شريك للشركة جونفور التي يقع مقرها في جنيف والتي تتاجر في حصة قدرها 3% من نفط العالم.
وقالت وزارة الخزانة في البيان الذي أعلنت فيه العقوبات "أنشطة تيمتشينكو في قطاع الطاقة مرتبطة بشكل مباشر ببوتين. لبوتين استثمارات في جونفور وربما يملك علاقة بأرصدة جونفور."