في كثير من فضاء عالمنا الافتراضي كثيرات منا يحكين عن تجربتهن بين النجاح والفشل، لا سبيل لنجاح مطلقٍ أو فشلٍ بلا إنجازات..
منذ خمسة أشهر فقط كنت عزباء، وقبل أن أخوض غمار التجربة سمعت الكثير من حكايات صديقاتي المقربات، كنتُ أستمع إليهن بترقب، أحفظ جيدًا ما يقال من إخفاقات وأتطلع إلى مواطن السعادة في حياتهن حتى أبلغ منها مبلغًا.
وعليه أيقنت أن السعادة قرار..
أنتِ فقط لا سواك من يقرر، أنتِ صاحبة الاختيار في أن تصبحي سعيدة أو بائسة، منطلقة نحو الحياة أو مدبرة بقصاصات روحكِ المبعثرة على طرقات الحياة..
فى هذه الأشهر القليلة الماضية رأيتُ أن الزواج هو أفضل منحة رُزقتُ بها مؤخرًا..
طالما اعتقدتُ أنه هو جرعة الأمل وسط موج الحياة المتلاطم على صخرة قراركِ
طالما اخترتِ أن تكون حياتكِ كذلك، ودعيني أقول لكِ إن اختيارك هو أصل الحكاية ومكمن السر في حياكة ثوبها الذهبي.
كيف اخترتُ؟
لا أدّعي أنني أمتلك إكسير السعادة الأبدي ولا مفاتيح العلوم الاجتماعية التي تؤهلكِ للاختيار ولكني أبوح لكِ بسر ما استشعرتُه من رحم تجربة عمرها 5 أشهر.. عندما اخترت زوجي، اخترت من تكتمل به روحي، صاحب القلب الطيب، كنت أطمح إلى الطيبة والتفهم والعفوية والذكاء والتدين وخفة الدم والطموح.
هي أكثر الصفات التي كنت أبحثُ عنها، كثيرًا ما راودتني أفكار عن فتى أحلامي المرتقب، لا أريده متقلب المزاج، معقدًا، جافًّا، لا يستمع للآخرين، لا يحب النصيحة، ولا يجيد التعامل مع صاحبات الكروموسوم (XX)، ليس بصاحب دين ولا مبدأ.. تجنبت تلك الاختيارات ورزقني الله بزوج كما أردت..
في كتاب "The Secret" السر، يتحدث الكاتب عن سر الجاذبية.. "إنكِ تمتلكين قوة جذب تكمن داخلك ربما تعيش وتموت وأنتِ لم تستخدمي تلك القوة، اجذبي ما تريدين إليكِ، سعادة، مال، قوة.. حتى صفات زوجكِ التي تبحثين عنها"..
جوزك على ما تعوديه!
كثيراً ما وقعت هذه الكلمة على مسمعي -لم يكن لها وقع السحر في بدايات الأمر آنذاك، عندما كانت هوايتي المفضلة الثرثرة إلى صديقاتي عن أحلامنا البكر- لكن فيما بعد أصبحت تقف أمامي حاجزاً كلما فعل زوجي شيئاً مستغرباً أو غير مألوف لدي.
بدأت في رسم إطار لعلاقتنا كي لا نقع فيما وقع فيه الآخرون، كان يتفهم ذلك بلطف ما دمتُ قلته أنا بلطف، لا تدّعى أنكِ لن تستطيعي اختباره في تلك الفترة، هي ليست فترة للحديث ليلاً عن أحلام وردية بقدر ما هي اختبار لقدرة كل منكما على تقبل الآخر.
لا محالة من صدام حقيقي وقتما تتضارب الطباع والثقافات والعادات، ثمة شجارات لن يحدد مصيرها إلا أنت، إما حاجز جليدي سيرافقكِ إلى ما شاء الله أو انفراجه تذوب معها كل الاختلافات بكلمة رقيقة منكِ لتعبرا سويًّا إلى سفينة النجاة..
أطلقي لجنونك العنان!
كوني معه طفلة وصديقة وأختًا وأمًّا، العبي معه الألعاب التي يحبها، كوني مجنونة كلما استدعى الأمر، أعرف أنكِ مجنونة دائمًا.. فالزوج يمل من المرأة العاقلة باستمرار، ولا أظن لهذه المرأة وجود، كلنا فينا مس من جنٍّ أو فكرة من ماردٍ، لا تكوني هادئة إلا عندما يتطلب الأمر منكِ ذلك.
فاجئي زوجك، عوديه أن يحتضنك كل صباح، وأن يُقبّل يديك دائماً، بادري أنتِ بذلك ستجدين لكل فعل رد فعل مساويًا له في الاتجاه وربما زاد عنه في المقدار، واعلمي أنكِ لن تحصلي أبداً على أي شيء تريدينه في حياتك إلا إذا اعتقدتِ وآمنتِ أنه من حقكِ، فإذا أردتِ الاستحواذ على مشاعر زوجكِ -عقله وقلبه وكل جوارحه- فعليكِ أن تكوني لصة ماهرة، وكل أنثى منّا تملك ذلك، وتسبقيه بخطوة في معركتك الزوجية..
أنا سعيدة بقرار زواجي وسعيدة بتلك الحياة الجديدة، وأرى أنكِ في هذه المرحلة لو نجحتي في إدارة بيتكِ فهذا نجاح كافٍ بأن تفتخري به أمام نفسكِ قبل الجميع، وأن نجاحك في بيتك ومع زوجك هو بداية النجاح في كل شيء، دراستك، عملك، مشاريعك الحياتية، وطموحاتك جميعها.. لا تيأسي اصنعي من بيتك فرحة بلُّورية لا تنكسر أبداً، اركضي باتجاه النجاح فإنه لا يملك قدمين، أنتِ من تملكينهما، فقط تحلي بالصبر والإيمان..
هذه رسالة إلى صديقاتي اللاتي يخشين تلك التجربة، كما كنت أخشاها منذ أشهر معدودةٍ، وهأنذا أصبحت جزءًا منها، أستمتع بها، بل وأكتب عنها.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.