كشفت تقارير صادرة عن أجهزة أمنية واستخباراتية غربية أن عدداً من المنتمين إلى جماعات إيرانية وآخرين ينتمون إلى حزب الله اللبناني يشتبه بارتباطهم بالإرهاب، يتنقلون بحرية في الولايات المتحدة ودول أميركا الجنوبية، بواسطة جوازات سفر من دول لاتينية مثل فنزويلا والإكوادور بمساعدة تقنية كوبية.
أجهزة المخابرات في كندا وبلغاريا رصدت في الآونة الأخيرة تحركات لمواطنين من أصول عربية، خصوصاً لبنانية تابعة لحزب الله، فضلاً عن عناصر إيرانية تحمل جوازات سفر فنزويلية أصلية، وتتنقل بها في عدد من الدول، خصوصاً الولايات المتحدة وكندا ودول أميركا الجنوبية، وهو ما يطرح تساؤلاً: ماذا فعلوا في تلك البلاد؟
فنزويلا مركزاً لمنح الجوازات
أنتوني داكين، وزير الداخلية الفنزويلي السابق الموجود حالياً في الولايات المتحدة، قال – بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" – إن فنزويلا أصبحت مركزاً لمنح جوازات السفر لجماعات إيرانية وأفراد من حزب الله، بهدف تسهيل تنقلاتهم بحرية.
وكشف الوزير السابق لوسائل الإعلام أن كاراكاس قامت بالتعاقد مع شركات كوبية لإصدار جوازات السفر المميكنة والبيومترية.
وكشفت تسريبات داكين عن حجم التجارة التي تقوم بها دولة صغيرة مثل كوبا بنقل تقنية إنتاج وعمل جوازات السفر المميكنة في أميركا اللاتينية، وأن هافانا لديها عقود مع دول أخرى مثل الأرجنتين والإكوادور، وهو ما يؤهلها للحصول على بيانات ما يقارب من 80 مليون مواطن، كما يضمن لها ذلك إصدار الوثائق الثبوتية دون التزوير وباستخدام بيانات أشخاص آخرين.
بدأها نجاد
وأشار داكين لوسائل الإعلام إلى أن الشكوك حول استخدام مواطنين من دول مثل إيران جوازات سفر فنزويلية بدأت منذ أكثر من 10 سنوات في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، عندما شرع بتقوية العلاقات بين حكومات إيران وسوريا وفنزويلا.
وكان نجاد قام بزيارة في تلك الفترة إلى كراكاس وتم القبض بعدها، في عام 2003، على إيراني كان يتحرك بجواز سفر فنزويلي، وتم توقيفه في مطار غاتويك البريطاني وبحوزته قنبلة يدوية، ما دفع إلى تشديد إجراءات السفر بعدها، خصوصاً أن الحادث كان بعد عامين من أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2011.
واشنطن تشتكي
وقال داكين في تصريحاته أول أمس إن مجموعات إرهابية مثل حزب الله كانت تتحرك بجوازات سفر فنزويلية دون مشكلات حول العالم، إلا أن ناقوس الخطر بدأ يدق في دول المنطقة، وتحديداً عام 2008 عندما استطاع مدير الهجرة في دولة كوستاريكا، ماريو سامورا، اكتشاف تنقل أعداد كبيرة لمواطنين من أصل عربي يحملون جوازات سفر فنزويلية، ينتقلون من بلاده إلى دول أخرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وهو ما دعاه وقتها لإبلاغ واشنطن.
وبالفعل تأكدت المعلومات عندما ذكرت ذلك تسريبات وثائق "ويكيليكس" أن واشنطن اشتكت للحكومة الفنزويلية من تدفق مواطنين من أصل عربي يحملون جوازات سفر صادرة من كراكاس.
كندا ترصد تحركاتهم
وفي عام 2012 صدر تقرير من وكالة خدمات الحدود الكندية يفيد بأن السلطات في كندا رصدت حركة سفر بين عامي 2009 و2011 لمواطنين من أصل إيراني يدخلون البلاد.
وذكر أن مطار "مايكيتية" في العاصمة الفنزويلية من أكثر المطارات التي أرسلت مواطنين من أصل إيراني بجوازات سفر فنزويلية أصلية أو مزورة.
ونتيجة لهذا التقرير قام مركز المجتمعات الحرة والآمنة، (SFS)، وهو مركز يختص بدراسات شؤون الأمن والدفاع في واشنطن، بتقييم خطر إيران وفنزويلا وكوبا بشأن تحركات مواطنيها، وقام بإعداد التقرير كل من فيكتوريا هندرسون وفيرناندو مينديس وجوزيف حميري.
التقرير خلص إلى أن الحكومة الفنزويلية قامت بالفعل بإصدار جوازات سفر وتأشيرات ووثائق لمتطرفين متشددين يبحثون عن الدخول إلى الولايات المتحدة.
وكشف أيضاً عن تعاون إيراني كوبي فنزويلي، وأن هناك دلائل ومعلومات عن أن مواطنين من إيران ولبنان، خصوصاً التابعين لحزب الله، قد حصلوا على جوازات سفر فنزويلية للتنقل بها ودخول بلدان أخرى.
وقال جوزيف حميري، رئيس فريق إعداد التقرير، إن طارق العيسمي، وزير الداخلية الفنزويلي ذا الأصول السورية، قد كون جسراً لعبور كثير من الشرق أوسطيين بجوازات سفر فنزويلية، وإنه خلق شبكة لغسل الأموال لجماعات تابعة لإيران وحزب الله، وتجاوزت الشبكات لتعبر إلى دول مثل العراق وسوريا ولبنان، وإن الفريق استند إلى وثائق وزيارات إلى الدول التي وقعت فيها هذه العمليات.