في قصة تشبه الخيال، ذكرت صحف مصرية عديدة الإثنين 26 يناير/كانون الثاني 2016 عن بدء التحقيق في فضيحة فساد بطلها المنتخب الوطني لكرة القدم للمكفوفين الذي أرسل فريقا مزيفا للمشاركة في بطولة العالم في بولندا أواخر العام الماضي.
حسب رواية الصحف فإن الفريق الذي وصل بولندا في سبتمبر، ثبت أنه فريق من "المبصرين" بعد توقيع الكشف الطبي عليه ما أدى إلى منعه من المشاركة في البطولة، وذكرت الصحافة المصرية أن الاتحاد المصري لذوي الإعاقات البصرية "المعين حديثا" قرر إحالة القضية إلى النائب العام للتحقيق.
وتنص قواعد اللعبة على أن يتكون الفريق من 5 لاعبين أربعة منهم يكونون مكفوفين بالكامل في حين يكون حارس المرمى مبصرا أو شبه مبصر.
الصحف أشارت أيضا إلى أن المنتخب المبصر الذي سافر إلي بولندا في سبتمبر، لم يعد إلى الآن.
هل اندهشت بما يكفي؟؟!!
حسنا، هذه ليست نهاية القصة، فما هو أغرب من الخبر الذي نشرته أكثر من صحيفة بنفس الصيغة وبأسماء محررين مختلفين، هو أنه لم تكن هناك بطولة عالمية لكرة القدم للمكفوفين في سبتمبر من العام 2015 كما أن تلك البطولة بالتأكيد لم تعقد في بولندا!!
قمنا بزيارة موقع الاتحاد العالمي لرياضة المكفوفين IBSA واطلعنا على أجندة الفعاليات الرياضية للعام 2015 ولم تكن هناك أية بطولة في بولندا خلال ذلك الشهر، أما بطولة العالم لألعاب المكفوفين فكانت في سيول وعقدت في شهر مايو من نفس العام.
ليس هذا أيضا هو نهاية الغرابة، فالمتابع للمسيرة القصيرة للفريق المصري لكرة المكفوفين سيكتشف أن هناك تنازعا بين فريقين مختلفين على تمثيل مصر، أحدهما يؤكد أنه الفريق الوطني الرسمي أما الآخر فهو يشارك في بطولات رسمية ويحظى بدعم حكومي باعتباره "الفريق الوطني الرسمي".
هل حدث إذن شيء في بولندا؟ وهل هناك فريق من المبصرين ذهب ولم يعد؟ أم أن الأمر لا يعدو منافسة بين مجموعتين على تمثيل مصر، ويستخدم الإعلام كسلاح في تلك المنافسة؟!
شاهد مدرب أحد الفريقين يتحدث عن استعداد فريقه لبطولة إفريقيا في أكتوبر عام 2015 في الكاميرون
اقرأ مادة تكشف اتهام الفريق المشارك في بطولة إفريقيا بانتحال صفة "الفريق الوطني"
شاهد كابتن أحد الفريقين المتنازعين يتحدث عن مشكلة وجود أكثر من فريق يمثل مصر