بعد مرور 5 سنوات على ثورة يناير..إسراء عبد الفتاح تشعر كأنها “منبوذة”

عربي بوست
تم النشر: 2016/01/25 الساعة 07:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/01/25 الساعة 07:22 بتوقيت غرينتش

في عام 2011 كان للناشطة إسراء عبد الفتاح دور في إشعال شرارة الثورة في شوارع مصر، ورشحت للفوز بجائزة نوبل للسلام، والآن بعد خمس سنوات من سقوط حكم حسني مبارك أصبحت تلقى التجاهل بل والإهانات أحياناً من بعض المصريين في الشوارع نفسها.

وتقول إسراء "في ناس في الشارع بتقول علي إن أنا خاينة وعميلة.. تسمعها وأنت معدي تسمعها وأنت ماشي.. ممكن تتقال إن إنتو اللي دمرتوا البلد. كان ماله مبارك؟"

كانت إسراء تجسد في نظر كثيرين في مصر هي ومجموعة صغيرة من شباب النشطاء في وقت من الأوقات أفضل أمل لمصر جديدة خالية من الفساد والقمع وبزوغ عهد جديد تسوده حرية التعبير واحترام الدولة للمواطنين.

أما اليوم تعيش إسراء الصحفية البالغة من العمر 39 عاماً وحيدة في شقتها الصغيرة في حي الشيخ زايد، وتأمل أن ينهض المصريون من جديد للمطالبة بالديمقراطية رغم أن الحملة التي تشنها السلطات على المعارضة هي أشد حملة شهدتها البلاد في العصر الحديث.

أمل بثورة جديدة

قالت إسراء في مقابلة معها "أنا ماعرفش الناس هتنزل بكرة ولا السنة الجاية ولا السنة اللي بعدها، لكن اللي أعرفه طول ما الأفكار دي والمبادئ – الثورة قيم ومبادئ وفكرة – مبادئ العدالة والمساواة مبادئ إن الناس تبقى عندها حرية إنها تطالب برأي، طول ما دي مش موجودة الناس هتنزل الشارع".

وأضافت "الثورة مش ناس بتنزل الشارع. هي ناس بتطلب حرية بتطلب عيش (خبز) بتطلب عدالة بتطلب كرامة، مش ناس بتنزل الشارع، (بل) ناس ليها مطالب، المطالب دي طول هي ما تحققتش طول ما الناس مش حاسة بيها حتنزل تطالب بيها".

ساهمت إسراء في تنظيم المظاهرات التي بدأت في 25 يناير/كانون الثاني وأنهت حكم مبارك الذي استمر نحو 30 عاماً بعد 18 يوماً من انطلاق الاحتجاجات لينتهي الحال بمصر إلى ما تصفه جماعات حقوق الإنسان بحكم سلطوي بعد اضطرابات استمرت سنوات.

وفازت جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات بعد رحيل مبارك وبعد ذلك بعام انقلب قائد الجيش حينذاك عبد الفتاح السيسي على الرئيس الأسبق محمد مرسي.
كانت إسراء -التي عرفت باسم فتاة الفيسبوك- قد شاركت في تأسيس حركة شباب 6 أبريل التي أصبحت قوة محركة للاحتجاجات في الشوارع عام 2011.

وأطلقت مع عدد من النشطاء على وسائل الإعلام الاجتماعي صفحة على الإنترنت تحث فيها الشبان على الانضمام لإضراب لمساندة العمال في إحدى المدن الصناعية.

وألقي القبض عليها نتيجة لذلك لكن لم يستمر احتجازها فترة طويلة.

اعتقالات جماعية

قالت إسراء إن التصرف بنفس القدر من الجرأة لا يجدي في مصر في ظل حكم السيسي الذي واصل مسيرته ليصبح رئيساً منتخباً وأحدث حاكم للبلاد من صفوف القوات المسلحة.

وتقدر جماعات حقوق الإنسان أن قوات الأمن ألقت القبض على نحو 40 ألف ناشط سياسي من مختلف الأطياف السياسية على السواء في ظل حكم السيسي.

ويجرم القانون حاليا التظاهر دون الحصول على إذن من الشرطة فيما يمثل عقوبة أوضح مما كان عليه الوضع خلال حكم مبارك، وهذا أحد الأسباب التي تطرحها إسراء عبد الفتاح لعدم التخطيط للمشاركة في أي مظاهرات في المستقبل المنظور.
وكان كثير من المصريين الذين يسعون للاستقرار بعد سنوات من الاضطراب السياسي، قد أيدوا الحملة التي شنها السيسي ووصفتها الحكومة بأنها محاولة للقضاء على "الإرهابيين الإسلاميين".

وقالت إسراء إن من يحتج الآن يُلقى القبض عليه وإن السلطات تستجوب حتى من يكتبون آراءهم على الفيسبوك وتويتر.

وتصف وسائل الإعلام القوية المؤيدة للحكومة إسراء وغيرها من الشباب الذين ساهموا في انتفاضة 2011 بأنهم "أعداء الشعب". ويشعر من لم يدخلوا السجن بأنهم منبوذون.

لم تفقد إسراء الأمل

وقالت "ما كانش حد في الدنيا عارف إن 25 يناير 2011 حتبقى بالشكل ده.. بشوف ساعات في عيون أجيال تانية أصغر مننا كتير وطلبة لسه فيهم فكرة الثورة لسه فيهم حلم الثورة".

وأضافت "أنا مستعدة ألعب أي دور في حياتي كبيرا أو صغيرا بأي شكل من الأشكال عشان الثورة دي تكمل والناس تحس فعلا بالقيم اللي هي هتفت عشانها يوم 25 يناير. مستعدة أعمل أي حاجة أنا ممكن اتسجن حاليا بسبب كلمة أو تويتة (تغريدة) أنا باكتبها".

وتعتقد إسراء أن الضغوط المتواصلة على معارضي الحكومة ستؤدي في نهاية المطاف إلى نتائج عكسية وتولد مطالب جديدة بالحريات.

وتقول "أنا ما اعتقدش إن الشكل ده يستمر لأن توسيع دائرة الاعتقال الظالم.. بيؤدي إلى إن عندك أسرة بتنفجر وجار الأسرة بينفجر.. طول ما أنت بتوسع دائرة الاعتقال الظالم.. بتوسع دائرة الغضب بتوسع دائرة الناس اللي ناقمة على النظام الحالي".

وتضيف "وكمان إحنا عندنا مشكلة في الحبس الاحتياطي.. عندنا الحبس الاحتياطي بقى مفتوح مالوش مدة تحبس الناس حبس احتياطي بدون محاكمة ممكن تقعد 3 أو 4 سنين.. ما اعتقدش أن ده ممكن يستمر بهذا الشكل".

ولا حاجة بإسراء للنظر بعيدا كي تتذكر أن السيسي مسيطر على الأمور، فإلى جوارها لافتة أهداها لها أصدقاؤها كتب عليه بالإنجليزية بخط اليد "اتركوا إسراء تحلق".

ويقول مصريون مؤيدون للحكومة إن إسراء ونشطاء آخرين تلقوا أموالا من الخارج للتحريض على الاحتجاجات والتآمر على الدولة. وينفي النشطاء هذه الاتهامات التي لم تصل إلى القضاء لكن إسراء ممنوعة من مغادرة مصر.

تحميل المزيد