في إطار الجهود المبذولة لوقف الاعتداءات والتحرشات الجنسية التي ظهرت في مدينة كولونيا بألمانيا وفي مناطق أخرى بأوروبا، يتم تعليم المهاجرين السلوك الجنسي السليم.
وبدأت النرويج بإعطاء حصص دراسية لتعليم الطلبة البالغين من الذكور، وبالأخص العرب منهم والقادمين من شمال إفريقيا، أن ضيق الملابس لا يعطي الحق في الاغتصاب أو التحرش بحسب ما ذكرت صحيفة "إكسبرس" البريطانية.
وستبدأ تلك الحصص بالانتشار في أنحاء القارة قريباً كرد فعل على التحرشات الجنسية التي حدثت في كولونيا عشية رأس السنة الجديدة، حيث سُجل ما يقرب 500 تبليغ عن حالات اعتداء جنسي من رجال عرب.
وكشفت المسؤولة عن تلك الحصص الدراسية في النرويج "ليندا هاجن" عن التحديات في إيضاح الفروق الثقافية بين الغرب وبعض البلاد الإسلامية، إذ قالت إن المهاجرين غالباً ما يعلقون بعباراتٍ من قبيل: "هي قبلته، وبالتالي فهي تدعوه لممارسة الجنس"، أو "هي تُريد أن تزورني في منزلي، ويعني ذلك قبولها ممارسة الجنس".
وتقوم منظمة "هيرو" بتنظيم هذه الحصص، وهي المنظمة التي تُدير 40% من مراكز الاستقبال في النرويج، باستخدام فيديو يُعرض في الأغلب لطلبة المدارس الثانوية.
ويظهر في ذلك الفيديو شاب وفتاة في سن المراهقة يتبادلان القُبل في إحدى الحفلات، ثُم يبدأ الشاب في جذب الفتاة الثملة إلى الطابق العلوي ثُم يقوم بإغلاق الباب، ويبدأ الشاب في محاولة ممارسة الجنس مع الفتاة بينما تظهر عليها علامات المقاومة والرفض، ويُختتم الفيديو برسالة مكتوبة :"لا تعني لا".
وتُضيف السيدة "هاغن" في مقابلة مع الصحيفة "الأحضان والقبلات والتقارب في الرقص من الأمور المعتادة في النرويج، ولا يعني ذلك أن ننتهي بممارسة الجنس سوياً. الكل متفق على أن الاغتصاب سيئ. من الممكن أن يفهم الشخص هذه المواقف بشكل خاطئ، ويُمكن أن تظهر المشكلة مع أي شخص منا".
بدأت منظمة "هيرو" أول دروسها بعد سلسلة اعتداءات جنسية من أجانب في النرويج بين عامي 2009 و2011.
وتستنكر السيدة "هاغن" الاعتداءات الجنسية الجماعية التي وقعت في الأسابيع الأخيرة من مجموعات عنيفة من المهاجرين. وقد وقعت اعتداءات جنسية مُتزامنة من مجموعات من المعتدين في فرنسا وبلجيكا والسويد وفنلندا والنرويج عشية رأس السنة الجديدة، ما أثار الذعر في أوروبا.
وستترأس السيدة "هاغن" مؤتمراً عالمياً في أوسلو الأسبوع القادم لتعليم باقي الأوروبيين كيفية إطلاق مثل هذه الدروس في بلادهم.
وتؤمن السيدة هاغن بأن مثل تلك الاعتداءات الجنسية الجماعية، والمسماة في الشرق الأوسط بالتحرش الجماعي، بدأت في الانتشار في بلدان أخرى. وأثناء تلك الاعتداءات تبدأ مجموعة كبيرة من الرجال بالالتفاف حول امرأة، وإما أن يتحرشوا بها أو يغتصبونها، بينما يقوم الآخرون بتشتيت انتباه المارة.