هل تتوقع ثورةً جديدة في مصر مع حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير الاثنين المقبل؟ أم سيكون يوم مظاهرات عادية وينتهي؟ سؤال طُرح على عدد من الرموز السياسية في البلد، فماذا كانت إجاباتهم؟
البعض نفى احتمال ثورة جديدة، بينما قال آخرون إن الغليان والغضب مستمران، ولكنهم لا يتوقعون ثورةً قبل خمس سنوات قادمة، أما مجموعة ثالثة فلم تحدد تصوّرها للمستقبل بدقة، لكنها أكدت أن الأسباب التي أدت لثورة يناير لا تزال موجودة.
جورج إسحاق: الثورات تنهض ثم تنتكس ثم تنهض
جورج إسحاق، أحد مؤسسي حركة "كفاية" التي قادت ثورة 25 يناير 2011، وعضو مجلس حقوق الإنسان يقول لـ"عربي بوست" "إن الثورات تنهض، ثم تنتكس ثم تنهض مرة أخرى، ومصر تغيّرت بشبابها العظيم العبقري ولا حديث للعودة للوراء".
ويضيف أن "استدعاء الفزع من الذكرى الخامسة لثورة يناير لا محلّ له من الإعراب، ولكن علينا أن نقرَّ بأن هناك حالة احتقان وغضب بين الشباب والدولة، بدى ذلك واضحاً في عزوفهم عن المشاركة السياسية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وهم يمثلون 60% من عدد المصريين".
ويرى أنه "يجب أن تدعو الدولة الشباب للحوار الجاد في مؤتمر عام يمثّل فيه الجميع، ولابدَّ أن تقبل مؤسسة الرئاسة شروط الشباب في الإفراج عن المعتقلين على خلفية قانون التظاهر، وسجناء الرأي، وأن تستمع إليهم دون تضييق، ونحن ضدّ من يدعو أو مارس أعمال عنف، ولكن ندعم تماماً التظاهر السلمي".
أحمد دراج: بعد 5 سنوات
أحمد دراج، الأستاذ بجامعة القاهرة وعضو تحالف 25/ 30 يقول إن "الثورات لا تأتي بترتيب مسبق، ولكنها تنتج عن تراكمات تنفجر في لحظة ما دون تنظيم أو ترتيب وفى رأيي أن ذلك ربما يحدث ولكن ليس الآن فالشعب مازال ينتظر أن يشعر بالتغيير وإذا لم يشعر الناس بذلك ففي اعتقادي أنه لن يسكت وسيصر على التغيير".
وحول السؤال عمّا إذا كانت هناك حاجة إلى ثورة ثالثة في مصر، أجاب بأنه "إذا ظلت الدولة تنتهج نفس نهج القمع للحريات واستخدام القبضة الأمنية المفرطة فأرى أن الأمور سوف تتطوّر للأسوأ وبسرعة، فنحن لسنا ضد الأمن ولكني أرى أن السياسة غائبة، كما أن هناك قصوراً في التعاطي مع الملفات الاقتصادية، إلى جانب عدم العمل في مجالي التعليم والصحة، وهذا ينذر بموجة ثورية جديدة بعد 5 سنوات، خاصة مع استهداف الشباب الثوري ومنهم شباب تمرد، ووضعهم في السجون".
كمال الهلباوي: الشعب لن يترك أحداً يستثمر غضبه
يقول الدكتور كمال الهلباوي القيادي الإخواني المنشقّ على الجماعة، وعضو مجلس حقوق الإنسان إن "الشعب لن يترك أحداً يستثمر غضبه ضدّ الوطن، فرغم معاناة الناس من البطالة وارتفاع الأسعار، وغيرها إلا أنهم لن يسمحوا لأحد بتدمير البلد بالنزول في مظاهرات يوم 25 يناير".
ويشير إلى أنه "متألم من شعور المواطنين بالخوف، وتحفّظ قوات الأمن، لأنه من المفترض أن تكون تلك الذكرى مناسبة ثورية عظيمة، تبعث على الفرح لدى المواطنين، فأعداء الوطن لن يكون لهم مكان"
ويؤكد أن "نجاح ثورة 25 يناير لا يتعدى الـ 25%، فالثورة لم تنجح بشكل كامل وارتكبت أخطاء فاحشة، أهمها أنها كانت بلا قيادة، وهناك من شجّع على عدم اختيار قيادة بترويج مقولة "لو وجدت قيادة للثورة كانت هزمت"، ولكن الحقيقة أنه لا يمكن أن ينجح شيء بلا قيادة في أي مجال".
الخطأ الثاني الذي وقعت فيه الثورة حسب ذات المتحدث هو "انسحاب الإخوان المسلمين من صفوفها وانتقالهم من الميدان إلى البرلمان، ونسوا أن التغيير يأتي وقتها من الميدان وليس البرلمان، لذلك أقول إن نجاح البرلمان هو انعكاس لنسبة نجاح ثورة 25 يناير، والتي لا تتعدى الـ 25%".
ويضيف أنه "إذا نزل الإخوان إلى الشارع، سيضربون بعضهم البعض، لأن فريق محمد منتصر (المتحدث الرسمي السابق للجماعة)، ضد فريق طلعت فهمي (المتحدث الرسمي الحالي)، والمجموعات الأخرى منقسمة على نفسها بدورها، فمنهم من أصبح على الحياد، ومنهم من يرفض العنف، ومنهم من استوعب الدرس جيداً، فلم تعد الجماعة تلك الكتلة الصماء التي كانت متواجدة في السابق".
ويرى أن "الحركات الإسلامية السياسية وخاصة الإخوان في مصر تحتاج على الأقل 20 عاماً حتى تستردَّ عافيتها".
حازم عبد العظيم: قد تنفجر في أيّ وقت
عضو حملة السيسي الرئاسية والناشط السياسي حازم عبد العظيم، يرى في شهادة جديدة له بعنوان "شهادة ختان"، بعد ردود الأفعال حول شهادة سابقة له كشف فيها تدخّل أجهزة المخابرات في الانتخابات البرلمانية التي أفرزت مجلس النواب الحالي،(يرى) أن مشاعر الغضب قد تنفجر في أي وقت.
ويضيف على حسابه على تويتر "هذا النهج سيحقق الاستقرار المستدام أم سيؤجج مشاعر الغضب التي قد تنفجر في أي لحظة؟"، مشيراً إلى أن شهادته "بمثابة جرس إنذار قوي للرئيس في أسلوب إدارته للدولة"، وملمحاً إلى أنَّ أحداً لم يلتفت لها.
شيخ الأزهر: إذا كانت تؤدي لاقتتال يجب منعها
وقال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال محاضرة في مسجد الدولة الكبير في الكويت، الأربعاء 20 يناير/ كانون الثاني 2016 أنه ضدّ المظاهرات في هذا اليوم 25 يناير "إذا كانت تؤدي لاقتتال يجب منعها".
وحول دعوات التظاهر في ذكرى ثورة 25 يناير أكد أنه "ضد أيّ عمل يؤدي إلى إسالة قطرة واحدة من دم أي مصري، فإذا كان أيُّ تجمّع أو مظاهرة سوف يؤدي إلى مواجهة ثم اقتتال ثم إسالة للدماء، فيجب رفضه ومنعه".