أثار طلاء منازل طالبي اللجوء في شمال إنكلترا باللون الأحمر ردود فعل غاضبة في أوساط اللاجئين الذين عبروا عن مخاوف من أن تفضي تلك الخطوة إلى تعرضهم لاعتداءات عنصرية من قبل مناهضي اللاجئين بالبلاد، فيما وصفها البعض على أنها إجراء نازي.
وذكر موقع دايلي إكسبريس البريطاني، الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني 2016، أن بعض اللاجئين أبلغوا عن تلطيخ أبوابهم بفضلات الكلاب، أو رمي البيض أو الحجارة على نوافذهم، بعدما بات من السهل تحديد منازلهم المصبوغة باللون الأحمر.
تلك البيوت هي ملك رجل العقارات، ستيوارت مونك، الذي أبرم تعاقداً مربحاً مع الحكومة البريطانية لتوفير السكن لآلاف اللاجئين في المناطق المحرومة في منطقة ميدلزبره.
يذكر أن شركة مونك للعقارات، غوماست، هي وكيل لمجموعة G4S الأمنية العالمية، التي تعاقدت مع وزارة الداخلية البريطانية لتوفير مساكن للاجئين في شمال إنكلترا.
ونقلت صحيفة التايمز البريطانية عن طالبي اللجوء الذين يقيمون في المنازل المملوكة لشركة غوماست، قولهم إن ألوان الأبواب الحمراء تجعل من السهل على مناهضي اللاجئين استهدافهم.
وقال أحدهم: "لقد وضعونا خلف الأبواب الحمراء. كل من يرى تلك الأبواب يعرف أنها مساكن للاجئين. وكأنهم يقولون أننا لسنا مثلهم."
من جانبه، شبّه إيان سواليز، عضو البرلمان السابق عن الحزب الديمقراطي الليبرالي، الأبواب الحمراء بالنجوم الصفراء التي أجبر اليهود على ارتدائها أيام النازية.
في المقابل، نفت غوماست أن تكون قد قصدت أي نوع من أنواع التمييز من وراء تلك الخطوة، وقالت إن المساكن التي توفرها للاجئين لها ألوان أبواب متعددة.
وأكدت غوماست أنها لا تميز بين المنازل التي تؤجرها للمواطنين وتلك التي تعطى للاجئين.
غير أنه ومن بين 168 منزلاً تمتلكها غوماست في اثنتين من مناطق ميدلزبره الأكثر فقراً، كان 155 منها ذات أبواب حمراء.
وحينما قام أحد المستأجرين بتغيير لون الباب الخارجي، أخبره موظف غوماست بأن هذا مخالف لسياسة الشركة، وتم إعادة طلاء الباب باللون الأحمر.
فيما قال وزير الهجرة البريطاني، جيمس بروكنشير: "أتوقع أعلى المعايير من وكلائنا. وإذا ثبت وجود أي تمييز ضد طالبي اللجوء سيتمُّ التصرف فوراً حيال ذلك."