قال مسؤولون أميركيون كبار الخميس 21 يناير/كانون الثاني 2016، إن الولايات المتحدة تعمل على مضاعفة الجهود الرامية لمساعدة تركيا في تشديد الرقابة على حدودها مع سوريا وستعرض للمرة الأولى أساليب تكنولوجية على أنقرة لمساعدتها في تأمين الحدود.
ومن المقرر أن يصل جو بايدن نائب الرئيس الأميركي إلى تركيا الخميس وسيلتقي بالرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو لبحث الحرب على الدولة الإسلامية.
محاربة تهريب البضائع والعتاد الحربي
وتناقش واشنطن وأنقرة منذ أشهر كيفية سدّ الجزء الأخير من الحدود غير المؤمنة والمتمثل في منطقة تمتد 98 كيلومتراً تستخدم في تهريب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والبضائع والعتاد الحربي.
ويسيطر التنظيم على الجانب السوري من الحدود واكتسبت المساعي الهادفة لتأمين الحدود أهمية إضافية بعد اعتداءات باريس القاتلة التي وقعت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
مسؤولون قالوا إن بعض المشاركين في الهجمات استغلوا الحدود السورية التركية في السفر بين الأراضي الخاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية وأوروبا.
وتعد زيارة بايدن لإسطنبول أحدث حلقة في سلسلة من زيارات كبار المسؤولين لتركيا عضو حلف شمال الأطلسي.
بالونات المراقبة وتكنولوجيا كشف الأنفاق
المسؤولون الأميركيون قالوا إن وزير الأمن الداخلي الأميركي جيه جونسون سيرأس في فبراير/ شباط المقبل وفداً من عدّة وكالات أميركية ويعرض على الحكومة التركية قائمة بالتكنولوجيات التي يمكن أن تستخدم في ضبط الحدود.
وأضاف المسؤولون أن قائمة المعدات الأميركية التي يرجح أن تطرح على تركيا تشمل بالونات المراقبة وتكنولوجيا كشف الأنفاق. وقالوا إن الولايات المتحدة مستعدة لإتاحة وسائل رصد المواد المستخدمة في صناعة العبوات التفجيرية لتركيا.
وقال مسؤولٌ كبير بالإدارة الأميركية "يعجبنا ما نراه من حيث أفعالهم ونريد العمل معهم لإحكام تضييق الخناق أكثر قليلاً." وطلب هذا المسؤول وغيره من المسؤولين عدم نشر أسمائهم.
ومن الخطوات التي أخذتها تركيا لتأمين الحدود نشر 25 ألف جندي إضافي من قوات الجيش النظامي وإقامة حواجز خرسانية وأسوار.
ومع ذلك قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر للكونجرس الشهر الماضي إن "على تركيا أن تبذل المزيد لمراقبة حدودها المليئة بالثغرات" مع سوريا.
تدريب عرب سنة لحماية الحدود من الجانب السوري
وقال المسؤولون الأميركيون إن تركيا اقترحت خلال زيارة قام بها رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد قبل أسبوعين أن تدرّب الولايات المتحدة مجموعة من العرب السنة للمساعدة في تأمين المنطقة على الجانب السوري من الحدود.
وأضاف المسؤولون أن الولايات المتحدة تريد أن تعرف المزيد عن المقاتلين المقترح إشراكهم في تلك الخطة قبل أن توافق على دعمهم.
خلاف الأولويات
المباحثات الأميركية التركية كانت تعقّدت بسبب اختلاف أولويات كل جانب عن أولويات الجانب الآخر. إذ تركّز تركيا على احتواء الانفصاليين الأكراد بينما الهدف المعلن للولايات المتّحدة هو القضاء على متشدّدي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يسيطرون على مساحات كبيرة من سوريا والعراق.
وقال مسؤولٌ كبير بوزارة الدفاع لرويترز مستخدماً اسما شائعا للتنظيم "يمكننا أن نرفع داعش في قائمة الأولويّات لكن عندما يدرك شخصٌ ما شيئاً كخطر وجودي حقيقي فمن الصعب المجادلة في ذلك."
وذكر المسؤولون الأميركيون أن زيارة وزير الأمن الداخلي الأميركي جونسون تمثّل محاولةً للاستجابة لشكاوى تركيا من أن واشنطن لم تكن محددة في الخطوات التي تريد من تركيا اتّخاذها.
وقال المسؤول الكبير بالإدارة الأميركية "أعددنا قائمةً أكثر تحديداً بكثير."
وتتوج زيارة وزير الأمن الداخلي محادثات على مستوى أدنى مستمرّة منذ أغسطس/ آب الماضي.