فيما يخوض وزيرا خارجية واشنطن وموسكو جهوداً دبلوماسية شاقة لإنجاح محادثات السلام المرتقبة في جنيف بين أطراف الصراع الدائر في سوريا، دخلت المعارضة السورية في بؤرة الضوء بعد إعلان أسماء ممثليها المشاركين في المؤتمر، ومن بينهم رئيس الوفد العميد أسعد الزعبي، وكبير المفاوضين محمد مصطفى علوش الممثل السياسي، أحد رموز "جيش الإسلام" الذي تعتبره روسيا "إرهابياً".
وكانت أولى ردود الفعل أن انسحب الممثل السوري جمال سليمان، أحد الوجوه المعروفة للمعارضة السورية، من الوفد الذي أعلنت أسماء أعضائه "الهيئة العليا للمفاوضات" المنبثقة عن اجتماع أطياف من المعارضة السورية في العاصمة السعودية الرياض في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
انسحاب سليمان جاء اعتراضاً على تعيين الزعبي رئيساً للوفد بدعوى أنه "عسكري وليس سياسياً"، بحسب مصادر من داخل الهيئة المكلفة بالتفاوض مع النظام، مفضلة عدم الكشف عن أسمائها.
المعارضة التي وضعت شروطاً للدخول في المفاوضات، اعتبرت أن الزعبي وعلوش يمثلان "ثوار الداخل" أو القوات المقاتلة على الأرض التي يمكنها تطبيق الاتفاق في حال تم التوصل إليه مع النظام.
تعيين علوش رداً على روسيا
وقال الزعبي في أول تصريحاته لقناة "العربية الحدث" إن "تسمية علوش كبيراً للمفاوضين جاءت رداً على روسيا التي اعتبرت جيش الإسلام فصيلاً إرهابياً"، مضيفاً أنها تجاوزت كل "حدود اللياقة" في سوريا.
وأضاف أن تعيين علوش ابن عم القائد السابق لجيش الإسلام زهران علوش هو اعتراف بأن السوريين والفصائل العسكرية المقاتلة ضد "نظام الأسد وميليشياته يد واحدة".
قائمة وفد المعارضة السورية إلى جنيف، وطالبت السلطات السورية الاطلاع عليها رغم موافقتها المبدئية على المشاركة في المفاوضات، ضمّت 17 عضواً هم:
– هيثم المالح
– محمد صبرا
– أحمد الحريري
– القيادي الكردي فؤاد عليكو
– العميد أسعد الزعبي
– العقيد عبدالباسط طويل
– المقدم محمد عبود
– جورج صبرا
– سهير أتاسي
– بسمه قضماني
– أليس مفرج
– عبدالمجيد حمو
– خلف داهود
– محمود عطور
– محمد مصطفى علوش
– نذير الحكيم
إضافة إلى جمال سليمان الذي ترددت أنباء عن انسحابه، ولم تتكمن "عربي بوست" من الوصول إليه.
ومع انسحاب سليمان فإن وفد المعارضة السورية لا يوجد فيه تمثيل لجميع المكونات السورية ويفتقد للطائفة العلوية والطائفة الدرزية والسريان الأشوريين، كما أن الهيئة رفضت ضم أحد من مؤتمر سوريا الديمقراطي الذي جرى في مدينة المالكية بمحافظة الحسكة، ودعا له حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وتم حينها انتخاب هيثم مناع وإلهام أحمد رئيسين مشتركين للمجلس، كما تخلو قائمة الوفد من أسماء الذين شاركوا في "مؤتمر كازخستان" و"مؤتمر موسكو".
تعيين الزعبي يثير الجدل
وعبّرت رغدة حسن، نائبة رئيس تيار "غد سورية" (العلوي)، عن صدمتها من تعيين أسعد الزعبي رئيساً لوفد المفاوضين، مضيفة أن الوفد لا يمثل سوى جزء بسيط من السوريين.
وأضافت "لا تعنينا هذه المفاوضات نحن كتيار. ولكن كان يجب أن يكون رئيس المفاوضين هو شخص سياسي وليس عسكري".
لماذا وقع الاختيار على الزعبي؟
وفي تصريح خاص لـ"عربي بوست"، أوضح سالم المسلط، الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات، أن اختيار الزعبي جاء نتيجة توافق جميع أعضاء الهيئة على اسمه على خلفية "مواقفه الثابتة من النظام في سوريا".
وشغل الزعبي، وهو عميد طيار ركن مجاز، منصب رئيس جناح القوة الجوية في الأكاديمية العسكرية العليا في سوريا، وانشق عن النظام السوري في 2012 وأصبح مسؤولاً عن العسكريين السوريين الضباط وصف الضباط والأفراد اللاجئين الموجودين في الأردن.
شروط للتفاوض
وتعتبر المعارضة السورية أنها لن تخوض المفاوضات ما لم يتم:
– وقف الإعدامات الميدانية
– إطلاق سراح المعتقلين
– فك الحصار عن المناطق المحاصرة وهي نحو 14 منطقة
– دخول المساعدات
– عودة اللاجئين
المسلط اعتبر أن المفاوضات يجب أن تفصل المسار السياسي عن المسار الإنساني، لافتاً إلى أن إجراءات حسن النية وبناء الثقة ليست شروطاً ولا يجب التفاوض عليها، وإنما يجب تطبيقها على الفور.
وقال إنه "لا يمكن لفريق المعارضة السورية المشاركة في المفاوضات إذا انضم طرف ثالث للمحادثات".
وذلك في إشارة إلى ما تصر عليه موسكو بأن يضم وفد المعارضة السورية المشارك "القائمة الروسية" المكونة من 15 اسماً، منها رئيس "تيار قمح" هيثم مناع، ورئيس حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي صالح مسلم، ورئيس "جبهة التغيير والتحرير" قدري جميل، وعضو "المنبر الديمقراطي" سمير العيطة، ورئيسة "حركة المجتمع التعددي" رندة قسيس.
لافروف متفائل
وفي غضون ذلك، التقى وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في زيوريخ، وعملا على الدفع باتجاه التمسك بعقد محادثات السلام المقررة الاثنين المقبل في جنيف.
وقال لافروف في تصريح صحفي في ختام لقاء مع كيري استغرق 3 ساعات: "نحن واثقون بأن المفاوضات ستبدأ خلال الأيام المقبلة في يناير/كانون الثاني"، دون أن يوضح مصدر ثقته هذه.
وأضاف لافروف: "لا تزال هناك أيام عدة تفصلنا عن نهاية يناير، وموسكو لا تنوي إرجاء بدء المحادثات إلى شهر فبراير".
ولم يُدل كيري بأي حديث أمام الصحفيين في ختام الاجتماع، رغم عادته في إطلاق التصريحات المتفائلة.