في الوقت الذي تخشى فيه ألمانيا من أن إغلاق الحدود داخل أوروبا في وجه اللاجئين سيؤدي إلى مضاعفات شديدة على دول الاتحاد، تفيد أنباء جديدة بأن برلين وفيينا تعملان على وضع خطة مشتركة لمنع إغلاق الحدود الداخلية، وتفادي انهيار منطقة اليورو.
لكن الخطة الجديدة السرية وفقاً لمعلومات أوردتها صحيفة بيلد الألمانية، تقضي بأن تعمل اليونان ومقدونيا عبر وحداتهما الشرطية وكذلك الشرطة الأوروبية على تأمين الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بشكل مُحكم بدءاً من شهر مارس/آذار القادم لمنع دخول اللاجئين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف من الخطة هو تسجيل اللاجئين في اليونان لكي يبقوا فيها، ومن ثم ترحيلهم إلى بلادهم منها، ومقابل ذلك ستحصل اليونان المهددة بالإفلاس على مساعدات مالية إضافية.
ولفتت الصحيفة إلى تزايد الانتقادات الموجهة للمستشارة أنغيلا ميركل بسبب سياستها الخاصة باللاجئين، ليس فقط في تحالفها المسيحي، بل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في التحالف الحكومي، الذين يطالبونها بإغلاق الحدود أمام الأعداد الكبيرة من اللاجئين الذين وصل عددهم العام الماضي إلى 1.1 مليون.
وأضافت أن ميركل عرضت مراراً خلال اللقاءات مع مستشاريها المقربين لسيناريو إغلاق الحدود ورفضته؛ لأن تداعياته ستقود الاتحاد الأوروبي إلى الهاوية.
وكان شتيفن سايبرت، المتحدث باسم المستشارة، قال، أمس الاثنين، إن ميركل ستتمسك بسياستها الخاصة باللاجئين، على الرغم من تنامي الضغوط التي يمارسها حلفاؤها لتقليص عدد اللاجئين وتغيير نهجها، مشيراً إلى أن المستشارة تؤكد على نهجها الواضح فيما يتعلق بالمهام الوطنية والأوروبية، فيما يتعلق بتقليص عدد اللاجئين.
وكان رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، زيغمار غابرييل، قال، الأحد الماضي، إن على ميركل تقليص أعداد اللاجئين بشكل كبير في المستقبل القريب، مشيراً إلى أنه بحلول الربيع أو أوائل الصيف كحد أقصى يجب التوصل إلى اتفاق مع تركيا حول تأمين الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
لماذا تخشى ميركل من إغلاق الحدود الداخلية لأوروبا؟
وتحرص ألمانيا على عدم إغلاق الحدود مع النمسا على سبيل المثال؛ لكي لا تتسبب بحالة ذعر بين اللاجئين القادمين إلى البلاد، فيندفعوا بشكل أكبر نحو الحدود، الأمر الذي سيؤدي إلى تجمع عشرات الآلاف منهم على الحدود وتخييمهم قربها في ظل درجات حرارة متجمدة، ما يعد في أوساط المستشارة ميركل أمراً من الصعب استيعابه، كما سيتسبب في إغلاق النمسا حدودها مع سلوفينيا.
وأشارت إلى أن إغلاق الحدود سيثقل كاهل اليونان التي تستقبل يومياً 3000 لاجئ، وسيحولها إلى دولة فاشلة، بحسب تقديرات الخبراء.
إلى جانب ذلك، ستكون هناك طوابير طويلة من السيارات على الحدود الألمانية، إذ لن يتم تطبيق الرقابة على السياح فقط، بل على الأشخاص الذين يتنقلون بين الدول بقصد العمل، ما يعني عملياً تعليق اتفاقية شنغن لحرية التنقل في أوروبا.
ولفتت إلى أنه لتمنع ألمانيا اللاجئين غير الشرعيين إلى أراضيها، سيتوجب فحص جميع الشاحنات المحملة بالبضائع، وسيكون لذلك أثر كارثي لدولة عبور في وسط أوروبا كألمانيا، إذ تسجل 420 مليون رحلة لشاحنات الاتحاد الأوروبية وحدها سنوياً، يتم عبرها نقل 3.5 مليار طن من البضائع عبر وإلى ألمانيا.
ويحذر نائب رئيس البرلمان الأوروبي، ألكسندر غراف لامبسدورف، من أن الطوابير الطويلة من الشاحنات ستدمر سلسلة الأنشطة المولدة للقيمة.
وقالت الصحيفة إن تعليق حرية التنقل في أوروبا سيعمّق الانقسامات الاقتصادية في الاتحاد الأوربي، بل سيؤدي إلى فشل اليورو.