يمكن لابن كيران أن يرقص طويلا، ضاحكا ويلوح بمسبحة، ذلك لا يجعله قريباً ولا طيباً ولا خفيف الظل. بالتحديد يجعله طائراً صريعاً يترنح قبل أن يسقط. وسقطتَ عميقاً إلى القعر رئيس حكومتنا العتيد، عندما لم تعتذر عن الضرب الذي رسم معالمه على كل مكان من جسم مواطنيك، وأطلقت أيمانك بدلاً عن ذلك وعوضاً عن تصحيح الأمور.
لكن لننظر إلى بعض "فوائد" أزمة "المرسومين المشؤومين" و"الخميس الأسود".
الأحداث قادت بعضها، وأظهرت بكل أسف، تحول منتمين لشبيبة حزب العدالة والتنمية، إلى "شبيبة عبد الإله بن كيران". من ذلك أنه في الحين الذي أصدرت مكاتب إقليمية لشبيبة الحزب بيانات شجب للاعتداء الدامي على الأساتذة المتدربين في الرباط، تظهر حسابات "بيجيديين" آخرين على مواقع التواصل الاجتماعي ما ينضح به الإناء، وإنصافا للحزب وقياداته من طينة سعد الدين العثماني، دعوني أقول ما تنضح به نفوسهم..
ابتدعوا تبريرات لابن كيران، تبدأ بنظرية المؤامرة وتنتهي بتجديد الولاء له، بينما كان الأولى والأحق أن تعلن ولاءها للوطن وللشعب، الوطن الذي استُبِيحت كرامته عندما انتهكت حقوق مواطنيه وتحولت في مشاهد سريالية إلى دماء.
ومن المؤامرة على ذكاء المغاربة، أن يُحَوَّل أتباع ابن كيران هذا الأخير إلى ضحية، في حين كان من الخير للصالح العام، أن يسائلوه: إن كانت وزارة الداخلية تأتمر بأمر الحكومة، فكيف لم تكن تعلم عن ضرب وتعنيف مواطني بلدك يا رئيس الحكومة؟ هل أنت صوري؟
وكان من الخير للحزب أن ينتقد ابن كيران، وينبه إلى الخطأ والظلم، فهو ليس معصوما من الزلل، وليس فوق الحساب والعقاب أيضا، لكن جملة "نحن مع ابن كيران" من ذات منطق "عفا الله عما سلف"..
أيضا، جردت الأزمة الحقوقيين -معظمهم، وعلى رأسهم المجلس الوطني لحقوق الإنسان- من أي شرعية إنسانية أو مدنية ومجتمعية للتكلم باسم الإنسان وعن الحقوق. كل ما هناك أنهم لا يعرفون أن إنصاف الإنسان لا يحتاج إذناً أو دعوة، وأنهم لم يخلصوا للمبادئ التي تجعل بإمكان الفرد الواحد، إيماناً، أن يناضل ضد العالم بأسره.
سنة 2011، عام إقرار الدستور الجديد للمغرب، صدقنا أن الأمل في العيش تحت حماية الشرعية التي تنص على ضمان السلامة الجسدية والمعنوية للمواطنين، وتشدد على أن لا تسامح مع أي تجاوزات قد تمسهم. لكننا نتململ كمواطنين في هذا الأمل والتصديق مع همجية العنف ضد الأساتذة.
المتدربون/المواطنون.. صوت الضرب من "الزرواطة" طغى على صوت الدستور "الخميس الأسود"، وسنشعر بالكذب على أنفسنا كمواطنين، إن صدقنا أن ابن كيران وحكومة "جوج فرانك" التي تعمل لـ"عشرين ساعة متواصلة" تفعل شيئا حتى لا يطغى العنف والقمع والظلم والفساد على صوت الدستور.
وكخلاصة، لابن كيران وحكومته ما لهما، لكن عليهما الكثير من ما يجمع "الحب والتبن" لذا ارقص يا رئيس الحكومة، لا شرف في الرقص على دماء المغاربة
لا شرف في وضع يدك بيد حميد شباط، متنافقين، وقد تبادلتما الضغينة والقذف علنا والسم مدسوسا، وهذه قصة سقوط أخرى..
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.