قام زوج أميركي يُدعى ديفيد كراولي بإطلاق النار على زوجته وابنته البالغة من العمر 5 سنوات، ثم قام بالانتحار بإطلاق النار على نفسه أيضاً. الجثث الثلاث تم اكتشافها بواسطة أحد الجيران في يناير/ كانون الثاني عام 2014 بعد أن قام الكلب الذي تملكه الأسرة بنهش الجثث الثلاث بعد أن تحللت.
شرطة ولاية مينيسوتا أعلنت أنها وجدت كلمة "الله أكبر" وقد كتبت بالدماء على حائط المنزل الواقع في منطقة آبل فالي، كما وجدت أيضاً دفتر ملاحظات وقد دُوّنَ فيه "أرسلهم إلى الله الآن"، كما وجدت بعض الملاحظات الأخرى قد كتبت في نفس الدفتر في صورة كلمات غير مفهومة.
الشرطة أصدرت هذا الأسبوع تقريراً مفصلاً عن الحادث، تحكي فيه كيف قام ديفيد بقتل زوجته وابنته والانتحار بعد ذلك خطوة بخطو، بحسب ما نقلت صحيفة الديلي ميل البريطانية.
الزوج ديفيد يبلغ من العمر 29 عاماً، وهو مخرج أفلام وثائقية، عمل في آخر أيامه على فيلم يدعى "الصعود"، يتناول الفيلم ما سمّاه "نموذج الدولة الرمادية"، ويتحدث عن الدولة البوليسية وقمع الحكم العسكري والانهيار الاجتماعي.
الزوجة، وتدعى كوميل وتبلغ من العمر 28 عاماً، تعمل كخبيرة تغذية وتمتلك شركة خاصة للاستشارات الغذائية، نشأت في باكستان لأسرة مسلمة قبل أن تتحول للمسيحية فيما بعد للزواج من ديفيد عام 2008، حيث كان ديفيد يخدم بالجيش الأميركي في ذلك الوقت وتقابلا في ولاية تكساس.
"لقد أحببتكما من كل قلبي"
وفق وصف الشرطة لمسرح الجريمة، فقد وُجِدَ جهاز حاسوب محمول "لابتوب" خاص بالزوج في المطبخ وقد كتب فيه: "لقد أحببتكما من كل قلبي"، إلى جانب وجود آثار أقدام ديفيد الملطخة بالدماء، كما انتشرت الدماء على الأرض لتمتزج بنسخة من القرآن الكريم وجدت في مسرح الجريمة أيضاً.
ووفق التقرير، فقد قام كراولي بالانتحار بعد ساعتين من قيامه بقتل زوجته وابنته عن طريق إطلاق النار على رأسه مباشرة. ولم يتم اكتشاف الجثث الثلاث إلا بعد مرور عدة أيام، حيث لاحظ أحد الجيران قيام كلب أسرة كراولي بنهش جثث الضحايا فقام بإبلاغ الشرطة التي وصفت المشهد في التقرير بـ"المأساوي".
كما صرح المحقق جون ريشتزيج بأن ديفيد قد تأثر بالكثير من الضغوط التى أدت لارتكابه هذه الجريمة، أهمها عمله على فيلمه الأخير والذي تناول موضوعاً غامضاً إلى حد ما يقدم تصوراً لانهيار المجتمع وسيطرة الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ على البلاد، وقام كراولي بالحديث حول مخاوفه بشأن الفيلم قبل أسبوع من ارتكاب الجريمة مع أحد أصدقائه، وهو المخرج جاسون ألين من لوس أنجلوس، وقد أخبره بأنه يواجه مشاكل تخص جمع الأموال لإنتاج الفيلم وأنه محبط جداً من تحمل كل هذا العبء وحده طيلة عدة سنوات. وكشفت التحقيقات أيضاً أن الشركة التي كانت تتبنى إنتاج الفيلم قد أعلنت إفلاسها أثناء عمل ديفيد وتوقفت عن العمل، ما وضع المزيد من الضغوط عليه.
لاشئ عن حالته النفسية
ووجد المحققون مدونة على الإنترنت تخصّ كراولي وكانوا يأملون بأن يجدوا بعض المعلومات أو التدوينات التي تفيد نيته في ارتكاب الحادث، إلا أنه لم يكن هناك شيء مفيد يعبر عن حالته النفسية أو ما يفكر فيه.
واستندت التحقيقات أيضاً إلى شهادة جيران الضحايا، فوفق شهادة الجار كولين بروشنو الذي يسكن بالمنزل المجاور، أنه قام باكتشاف الجثث الثلاث، وأنه لم ير الضحايا منذ احتفالات الكريسماس حتى خرج في أحد الأيام ليستلم شحنات خاصة به إلا أنه وجد الكلب وقد نهش الجثث الثلاث.
وأشار بعض الجيران أيضاً إلى أن كراولي كان جندياً سابقاً، وأن لديه عدة وشوم على ذراعه تدل على ذلك، في حين رأى البعض أن كراولي كان دائماً شخصاً عادياً، وكان يلعب مع طفلته دائماً، وأن ما حدث هو أمر مروّع حقاً. كانت الأسرة قد سكنت في ذلك المنزل لعام ونصف قبل الحادث.
لقاءات الشرطة مع والدة وأخت ديفيد كشفت أن الاتصالات بينهم وبين ديفيد وأسرته قد تضاءلت في الفترة الأخيرة، وأنها انقطعت بشكل شبه كامل منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول، أي قبل وقوع الحادث بثلاثة أشهر، حيث أخبرت الزوجة كوميل أخت ديفيد في بريد إلكتروني قبل وقوع الحادث بشهر بأن لديهم العديد من المشاكل الشخصية التي ينبغي عليهم حلها داخلياً أولاً.
كان كراولي قد داوم على نشر بعض الصور في حسابه الشخصي على إنستغرام يظهر فيها مرتدياً ملابس الصيد وحاملاً بعض الأسلحة، كما ظهر في فيديو أثناء إطلاقه النار في تصوير أحد الأفلام. في حين تبقى الأسباب الحقيقية ولحظات ما قبل الحادث نفسه أمراً غامضاً بالنسبة للشرطة.