مازال الغموضُ يسيطرُ على خلفيات ما حدث اليوم من اقتحام مباحث المصنفات المصرية، بمديرية أمن القاهرة، عصر اليوم لمقرّ موقع "مصر العربية" الإخباري، وذلك بعد تواجدهم داخل المقر لأكثر من 3 ساعات ، قبل أن يغادروه بصحبة المدير الإداري للموقع أحمد عبد الجواد متوجهين إلى قسم الشرطة.
ووفقاً للخبر الذي نشره الموقع على صفحته فإن قوةً من مباحث المصنفات الفنية بقيادة اللواء أحمد السيد، اقتحمت الموقع، الخميس، وقامت بتفتيش بعض الأجهزة وتصوير مقر الموقع بكاميرات الفيديو والتحفُّظ على 8 أجهزة حاسب آلي وتسجيل بعض عناوين الموضوعات التي كانت تعدُّ للنشر على الموقع بزعم أنها أخبار تضرُّ بالأمن القومي.
قوات الأمن تقتحم المكان
من جانبه قال وسام فؤاد مدير تحرير الموقع، إن قوات الأمن التي اقتحمت المكان، لم تكن إجراءات التفتيش الخاصة التي قامت بها، تتناسب مع طبيعة ومهام عمل شرطة المصنفات، كاشفاً عن قيامهم بالتحفظ على معالجة إخبارية كانت معدّة للنشر، وتسجيلات لحوارات مسجلة بالفيديو كانت أيضاً معدة للنشر، وحين سؤال اللواء أحمد السيد قائد القوة الأمنية التي اقتحمت المكان، قال لنا "تلك أخبار تضرُّ بالأمن القومي".
وذكر فؤاد في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست" أن القوة الأمنية مكثت بالمكان أكثر من 3 ساعات، قامت خلالها بتفتيش كافة الأجهزة، بل واطّلعت على الحسابات الشخصية على "فيسبوك" لبعض المتواجدين بالمكان، وقامت باعتقال أحمد عبد الجواد المدير الإداري للموقع، واصطحبته معها إلى قسم شرطة الدقي، ومن جانبنا قمنا بالتواصل مع أعضاء نقابة الصحفيين والذين بدأوا في التحرك".
وأوضح فؤاد "إن أجهزة المصنفات تعلم جيداً أن جميع الأجهزة والبرامج التي يعمل بها الموقع من البرامج المجانية في الاستخدام، وأنه لا يوجد بها أيُّ مخالفة، وحتى الأجهزة التي تعمل ببعض البرامج التي تحتاجُ إلى ترخيص تعمل بموافقة الأجهزة الأمنية، خصوصاً، وأنها قامت باقتحام مقرّ الموقع منذ شهرين تقريباً".
مرحلة ارتباك
وعن تفسيره لاستهداف الموقع عدة مرات، قال فؤاد، "إن الأجهزة الأمنية تمر بحالة من الارتباك الواضح، خصوصاً مع الظرف التاريخي الحالي وقرب ذكرى 25 يناير، وتلك الحالة لم تجعلها تستطيع أن تفرق بين المواقع المشبوهة، وبين المواقع التي تمارس الموضوعية والمهنية في معالجة أخبارها، منوِّهاً إلى أنه من الواضح أن هناك رؤية لإسكات أيّ صوت يشير إلى سلبيات تحدثُ في الوطن".
وكان عادل صبري رئيس تحرير الموقع قد صرّح لـ"هافنينغتون بوست عربي" حين تمَّ اقتحام الموقع منذ شهرين، وعبّر عن قلقه من وضع التعامل مع الموقع قائلاً "واضح إن "الأب" بيحاول يربّي أولاده"، في إشارة إلى النظام المصري.
وتأتي تلك الواقعة وسط تخوّفاتٍ عبَّر عنها الكثير من المتابعين والصحفيين في مصر، خصوصاً أن واقعة اليوم تتم مقارنتها بوقائع سابقة قامت فيها شرطة المصنفات المصرية بمداهمة مؤسسات إعلامية تمَّ إغلاقُها في أعقاب ذلك بشكل مباشر، وهو ما تمَّ مع غلق مكتب الجزيرة بالقاهرة، ومداهمة مكتب الأناضول الذي أعلن غلقَ مكتبه بالقاهرة في وقتٍ لاحق، وعدد من المؤسسات الإعلامية الأخرى.