اعتبرَ الأمينُ العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس 14 يناير/ كانون الثاني 2016 أن حصارَ المدن السورية بهدف تجويعها يشكِّل "جريمة حرب".
وصرّح بان للصحافيين متطرقاً إلى حصار بلدة مضايا في ريف دمشق ومناطق سورية أخرى "فلنكن واضحين: استخدامُ المجاعة كسلاح حرب هو جريمةُ حرب".
وشدَّدَ على أن النظامَ السوري والمعارضة المسلحة "يتحملان مسؤولية هذا الأمر وفظائع أخرى تحظرها القوانين الإنسانية الدولية".
ودعا "دول المنطقة وخارجها التي لها تأثير إلى ممارسة الضغط على الأطراف لتأمين وصول المساعدات الإنسانية من دون قيود في كل أنحاء سوريا".
لأوّل مرّة
وهي المرة الأولى التي تعلنُ فيها الأمم المتحدة هذا الموقف بهذا القدر من الوضوح وذلك تزامناً مع دخول قوافل مساعدات إنسانية بلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشق وبلدتين أخريين محاصرتين منذ أشهر.
ورأى بان كي مون أن رفع الحصار، وتحسين ظروف المدنيين السوريين عموماً سيكون "وسيلة مهمة لإرساء الثقة بين الأطراف" السوريين الذين من المقرر أن يلتقوا في 25 الجاري في جنيف من أجل بدء مفاوضات سلام ترعاها الأمم المتحدة.
وأضاف "هذا أمر أساسي، من أجل صدقية العملية السياسية التي تم إحياؤها".
ولتكثيف الضغط من أجل رفع الحصار عن المناطق السورية، سيعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً بعد ظهر الجمعة.
لكن دبلوماسيين أوضحوا أن هذا الاجتماع لن يفضي إلى قرار ولا إلى بيان مشترك رسمي بالنظر إلى استمرار الانقسام بين الدول ال15 الأعضاء حول الملف السوري.
ودخلت قافلة جديدة من المساعدات الإنسانية الخميس إلى بلدة مضايا في ريف دمشق، في خطوة هي الثانية من نوعها هذا الأسبوع إلى البلدة التي يعيش فيها أكثر من 40 ألف شخص وتحاصرها قوات النظام السوري بشكل محكم منذ ستة أشهر.
وفي جنيف، قال مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر دومينيك ستيلهارت الخميس "هناك من دون شك اختراق إثر هذا الحدث الإيجابي الذي سيتيح إحراز تقدم كبير في اتجاه رفع الحصار (عن مناطق عدة) وإنهاء هذا التكتيك العائد إلى القرون الوسطى".