اتهم النجم التلفزيوني البريطاني نويل إدموندز المهاجرين بالتسبب في ازدحام بريطانيا، وأثار جدلاً واسعاً حول هجرة اللاجئين إلى المملكة المتحدة حينما طرح سؤالاً على موقع تويتر قائلا: "هل أنا وحدي من يرى بريطانيا مكتظة؟"، ما دفع عددا من الإعلاميين والسياسيين ورجال الأعمال لدعم فكرته وإلقاء اللوم على المهاجرين.
ضيف برنامج "Deal or No Deal" الشهير قال تلك الملاحظة تعقيباً على تأخره في حضور قمة أعمال مهمة بسبب الازدحام المروري في طريقه إلى مدينة "باث" وربط ذلك بزيادة أعداد اللاجئين.
وقد شجعه ذلك على إطلاق تغريدة على موقع تويتر قائلاً "حاولت فقط الوصول لمكان ما. انتظرت الكثير من الوقت ولكني تخليت عن الرحلة. هل أشعر وحدي أن بريطانيا مكتظة؟".
Just tried to get somewhere. Allowed loads of time but abandoned journey. Am I alone in feeling Britain is full?
— Noel Ernest Edmonds (@NoelEdmonds) يناير 13, 2016
تعليق إدموندز تسبب على الفور في انطلاق سيل من التغريدات من الكثيرين الذين يشعرون أن بريطانيا "أصبحت مزدحمة وطفح الكيل" بحسب ما أسموه سنوات من الهجرة غير الخاضعة للرقابة، حسب ما نقلت صحيفة إكسبريس البريطانية الخميس 14 يناير/كانون الثاني 2016.
330 ألف لاجئ
كما تأتي تعليقات إدموندز عقب ظهور الأرقام الأخيرة حول ارتفاع حجم الهجرة إلى المملكة المتحدة، بما يصل إلى 330 ألف لاجئ خلال عام واحد، حتى شهر مارس/آذار.
مقدم برنامج "Radio 1 Breakfast" السابق قال "أعرف أنها فكرة سخيفة ومجنونة بل من الواضح أنها معتوهة أيضاً ولكني أعتقد أن بريطانيا أصبحت مكتظة؟"، "إنها فكرة مثيرة، أليس كذلك؟ هناك بالتأكيد قدرة استيعابية لكل شيء؟".
نويل إدموندز، تحدث أيضاً إلى صحيفة Daily Express بعدما تعرض للانتقاد الشديد على تويتر بسبب تعليقاته قائلاً "طرحت السؤال لأنني أهتم حقا بآراء الآخرين.. أعتقد أنه سؤال مهم للغاية.. أخفقت في حضور اجتماع هامز وتساءلت أثناء الزحام المروري: هل بريطانيا مكتظة؟".
دعم إدموندز
إدموندز حظي الأربعاء بتأييد رجل الأعمال دانكان بناتين الذي قال "كلا لست وحدك من يشعر بذلك يا نويل".
وأضاف جيل سيمور عضو البرلمان الأوروبي قائلاً "طفح الكيل يا نويل، وصلت البنية التحتية الرئيسية إلى حافة الانهيار".
تعليقات إدموندز، تعكس آراء نيغل فراغ زعيم حزب الاستقلال بالمملكة المتحدة الذي ألقى اللوم عام 2014 على ارتفاع معدلات الهجرة وحالة الزحام المروي الشديد الذي جعله لا يتمكن من حضور حدث مهم في ويلز.. وقال "الأمر يتعلق بتعداد السكان المتزايد بسبب سياسة الهجرة المفتوحة".
وقال فراج "مع تزايد أعداد المهاجرين إلى بريطانيا بما يتجاوز ثلث مليون مهاجر سنوياً، أصبح التأثير على بريطانيا هائلاً، سواء تحدثنا عن الطرق أو المستشفيات أو المدارس. والوسيلة الوحيدة بالطبع لخفض تلك الأعداد تتمثل في الانسحاب من الاتحاد الأوروبي واستعادة السيطرة على حدودنا".
وتحدث إدموندز إلى Daily Express عام 2014 قائلاً "أنا بريطاني وأفخر بجواز سفري ولكني أقلق كثيراً بشأن مستقبل بلادي".
البريطانيون والاتحاد الأوروبي
رد الفعل تجاه تعليقات إدموندز جاء بمثابة دليل على قوة مشاعر البريطانيين بشأن خروج دولتهم من الاتحاد الأوروبي قبيل إجراء الاستفتاء في وقت لاحق من هذا العام.
ويتجاوز عدد المهاجرين 3 أضعاف ما تخطط له الحكومة البريطانية، ويلقي المسؤولون باللوم على تزايد الاعتماد على العاملين الأجانب.
واعتبر وزير الهجرة جيمس بروكنشاير الذي يتولى المسؤولية عن تأمين حدود بريطانيا أن ارتفاع تلك الأعداد يثير الإحباط الشديد.
وذكر مكتب الإحصاءات القومية أن 646 ألف مهاجر جاءوا للعيش في بريطانيا على مدار العام.
يوجد حاليا 64.6 مليون شخص يعيشون ببريطانيا؛ ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أنه من المزمع أن يزداد تعداد السكان بنحو 4.4 ملايين نسمة بحلول العقد القادم قبل أن يبلغ تعداد السكان 70 مليونا عام 2027.
وزيرة داخلية حكومة الظل السابقة والكاتبة بصحيفة Daily Express آن ويدكوم قالت "لا ننكر بالتأكيد أننا جزيرة مزدحمة؛ ولهذا السبب توجد ضغوط هائلة على الخدمة الصحية والإسكان والنقل. يمكنك السيطرة على الهجرة دون أن نقول "أصبحت البلاد مكتظة فقط". إننا لا نسيطر على حدودنا ولكننا نستطيع السيطرة عليها بصورة أفضل إلى حد ما".