ندّد مسؤولون تركمانيون في العراق، الاثنين 11 يناير/كانون الثاني 2016، بقيام السلطات الكردية بحفر خندق يقسّم البلاد – بحسب رأيهم – ويبتلع أراضيهم، فيما يقول الأكراد إنه لحاجات دفاعية في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية".
وقال مسؤولون من الأقلية التركمانية إن حكومة إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال البلاد تقوم بحفر خندق على مدى 1000 كيلومتر على خطوط التماس مع الأراضي الواقعة تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية".
"إجراء دفاعي"
وعلى الرغم من ذلك، فإن المسؤولين الأكراد يؤكدون أن لا دوافع سياسية وراء هذا العمل، إنما هو إجراء دفاعي يهدف إلى منع الهجمات الانتحارية بسيارات مفخخة التي ينفذها التنظيم الجهادي.
وقال رئيس الجبهة التركمانية النائب، إرشد الصالحي: "نحن ننظر إلى هذا الخندق بأنه فعل مشبوه".
وأضاف أن "الخندق يبدأ من حدود منطقة ربيعة وصولاً إلى قضاء طوزخورماتو والعبور إلى مناطق ديالى وصولاً إلى حدود قضاء خانقين في محافظة ديالى".
وتقع بلدة ربيعة على الحدود العراقية السورية وتبعد عن مدينة خانقين التي تقع على الحدود الإيرانية نحو 400 كليومتر.
ويعد التركمان أكبر الأقليات في العراق، وتقع معاقلهم في مناطق متنازع عليها بين بغداد وأربيل خارج حدود الإقليم الكردي، لكن السلطات الكردية تطالب بضمّها إليها.
واستولت قوات البشمركة الكردية على مناطق واسعة بعد الهجوم الذي شنه الجهاديون في يونيو/حزيران 2014، بعد انهيار القطاعات العسكرية التابعة للحكومة المركزية.
وطالب الصالحي من رئيس الوزراء حيدر العبادي إعلان موقف من حفر الخندق، مؤكداً عزمه على فتح الملف في مجلس النواب بعد استئناف جلساته الشهر الجاري.
تقسيم العراق
وقال: "نحن نرى أن هذا الخندق تمهيد لتقسيم العراق؛ لأنه يُحدد خرائط الجيوسياسية على الأرض وعلى الحكومة أن تعلن هل تم بعلمها أم لا؟".
واتهم النائب التركماني جاسم محمد جعفر الأكراد باستخدام شعار الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية"، لغرض التوسع والسيطرة على الأراضي.
واعتبر أن "الخندق الكردي مخالف للمواثيق الدولية وتجاوز على المكونات التي تعيش داخل (المناطق التي أقيم فيها) هذا الخندق".
وقال المتحدث باسم قوات البشمركة الكردية "جبار ياور": "الغرض من الخندق تأمين مواضع دفاعية ضد الآليات الانتحارية التي يستخدمها إرهابيو داعش ضد ثكنات البشمركة".
وأضاف: "الحفر تم بعمق مترين وعرض 3 أمتار، والخندق ليس في كل مكان، فهناك مناطق لا تحتاج إلى خنادق، وهذا القرار يعود للقادة العسكريين".
وبحسب المسؤولين التركمان، سيضم الخندق مدينة طوزخرماتو التركمانية الواقعة تحت سيطرة الأكراد، وتبقي بلدة امرلي التركمانية خارجه.
ويشيرون إلى أن أعمال الحفر حول مدينة كركوك الغنية بالنفط وبلدة جلولاء في شمال محافظة ديالى قرب الحدود الإيرانية، بدأ بالفعل.