اعتقلت جبهة النصرة صباح الأحد 10 يناير/كانون الثاني 2016 الناشطين الإعلاميين السوريين هادي العبدالله ورائد فارس من داخل إذاعة يعملان فيها في مدينة كفرنبل في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أكد مسؤول في الائتلاف المعارض.
وقال سونير طالب منسق العلاقات العامة والإعلام في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية للوكالة الفرنسية "اعتقلت جبهة النصرة الناشطين هادي العبدالله ورائد فارس عند الساعة السابعة إلا خمس دقائق صباح الأحد من مقر الإذاعة في كفرنبل" في محافظة إدلب.
ويدير فارس إذاعة +فرش إف إم+ المحلية في كفرنبل والتي يعمل فيها العبدالله، وهو ناشط إعلامي بارز منذ اندلاع الثورة السورية قبل نحو خمس سنوات. وكان العبدالله في عداد الصحافيين الذين شاركوا مؤخرا في إجراء مقابلة إعلامية مع زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، بثت في 12 كانون الأول/ديسمبر.
مسلحين اعتقلوا العبد الله
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته أن "مسلحين ملثمين" اعتقلوا فارس والعبدالله.
وبحسب طالب، صادرت المجموعة التي اقتحمت مقر الإذاعة "جميع أجهزة البث الموجودة فيها كما قامت بتكسير المحتويات".
وأوضح أنها "ليست المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال فارس احتجاجاً على أداء الإذاعة التي تبث برامج منوعة وسياسية وبعد اتهامه بالعلمانية وموالاة الكفار"، مضيفا: "كان هادي في كل مرة يتولى الدفاع عن رائد لكن هذه المرة تم اعتقال الاثنين معا".
وذاع صيت المدينة من خلال اللافتات التي ترفع فيها دوريا وتنطوي على رسائل معبرة تتوجه إلى الداخل السوري والخارج باللغتين العربية والإنكليزية، وتلقى صدى إعلاميا واسعا، وهي من المدن الخارجة عن سيطرة قوات النظام منذ العام 2012.
وتسيطر فصائل "جيش الفتح" الذي تضم "جبهة النصرة" (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) وفصائل إسلامية ومقاتلة أبرزها حركة "أحرار الشام" بشكل شبه كامل على محافظة إدلب منذ الصيف الماضي. وبات وجود قوات النظام في تلك المحافظة يقتصر على بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين، من خلال قوات الدفاع الوطني والمسلحين المحليين.
ومنذ اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011 قتل أكثر من 260 ألف شخص، كما لحق ضرر هائل بالبنى التحتية، ونزح أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.