هل المسلمون أشرار.. باستثناء البعض؟

يحاول مسلسل Homeland محاولةً يائسة بأن يظهر نفسه بمظهر الحياد، ففي الحلقات الأخيرة تقوم "كيري" عميلة الاستخبارات المركزية الأميركية السابقة بمنع تفجير القنبلة الكيماوية في محطة مترو الأنفاق بالتعاون مع أحد أفراد المجموعة الإرهابية،

عربي بوست
تم النشر: 2016/01/09 الساعة 03:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/01/09 الساعة 03:07 بتوقيت غرينتش

هذا ما يؤكده مسلسل "Homeland" واسع الشهرة في نهاية موسمه الخامس، الذي تدور أحداثه في مدينة برلين الألمانية، التي تشهد أحداثاً متلاحقة.. أبطاله الاستخبارات الأميركية CIA والاستخبارات الألمانية والروسية مع تواجد لبعض الشخصيات الصهيونية..

إن ما يتم تصويره في الدراما الأميركية يعد بمثابة رسائل حقيقية قريبة لما يجري في الواقع حيث يوجه Homeland الأميريكي 5 رسائل مبطنة إلى متابعيه تتطابق فعلاً مع المشهد السياسي العالمي المنضوي تحت مظلة سياسة الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا عموماً، وخصوصًا فيما يتعلق بالشأن السوري والعربي..

الرسالة الأولى: بعد عامين له في مدينة الرقة يعود "بيتر كوين" إلى مقر الاستخبارات الأميركية المركزية في ولاية فيرجينيا ليخبر مدراءه هناك حول ما قام به خلال العامين المنصرمين.
فحوى هذا الاجتماع تنطوي على أن الأشرار يقاتلون الأشرار -ويقصد بهم نظام الأسد وجبهة النصرة وداعش- ولكن داعش هي الأخطر.. ولِمَ ذلك؟ لأنهم يملكون إستراتيجية واضحة.. يستيقظون كل صباح وينظفون أسلحتهم وينطلقون لتحقيق حلمهم في دولة الخلافة.
واستشهد "بيتر كوين" بأنهم يستمدون قوتهم وأفكارهم من القرآن الكريم الذي يقرأونه صباح مساء، إذن الرسالة الأولى هي شيطنة المسلمين وحصرهم في خانة المنظمات الإسلامية المتحاربة في سورية.

الرسالة الثانية: يُظهر مسلسل Homeland اللاجئين السوريين في لبنان على أنهم ضحايا حرب قذرة، ولكن من بين هذه الحشود ضمن المخيم ذي الحراسة الأمنية المشددة، يظهر انتحاري يحاول تنفيذ عملية اغتيال في الوفد الإنساني المكون من رجل الأعمال الألماني ورئيس أمنه الشخصي "كاري" المتقاعدة من الاستخبارات الأميركية.
رجل الأعمال الألماني جاء خصيصاً وبطائرته الخاصة من أجل تقديم المساعدات المالية إلى اللاجئين السوريين. فالرسالة الثانية تقول إن الغرب يتمتع بالإنسانية بينما يحمل اللاجئون في مجتمعاتهم بذور الإرهاب والقتل.

الرسالة الثالثة: المسلسل يقول لجمهوره صراحةً بأن أميركا غير مهتمة بعد الآن بنشر الديمقراطية في البلدان العربية أو الدخول في صراع مع الديكتاتوريات، وما يحدث في سوريا حالياً بالنسبة لهم هو صراع بين الحركات الإسلامية الراديكالية وبين الأسد.
وحسب رؤية المسلسل فهما شران مستطيران، بيد أن الحركات الإسلامية في نظرهم هي الأكثر شراً نتيجة خطرهم على أوروبا والغرب عموماً عبر تخطيطهم للقيام بأعمال إرهابية هناك. الرسالة الثالثة تقول "لا نريد ديمقراطية في العالم العربي، وقد خرجت الأمور عن سيطرتنا بطريقة أو بأخرى".

الرسالة الرابعة: في أحد المشاهد يظهر "صول بارنسون" وهو إحدى أكبر الشخصيات في وكالة الاستخبارات المركزية CIA مع إحدى الشخصيات الصهيونية والذي يقول له: نحن لا نحب بشار الأسد ونعلم بأنه سيئ، ولكن لا نريد للجماعات الإسلامية المتشددة بأن تصل للحكم. وأنتم في أميركا لا تملكون البديل.
في سياق متصل تقوم الاستخبارات الروسية بتفجير طائرة اللواء يوسف وهو الذي رشحته الـCIA من أجل خلافة الأسد، يملأون طائرته العائدة إلى دمشق بملايين الدولارات من أجل تشكيل قوة مناوئة للنظام من النظام نفسه ضد الأسد، ولكن للروس رأياً آخر حيث يفجرون طائرة اللواء يوسف حالما تقلع من مطار برلين.

الرسالة الخامسة: شديدة الوضوح "إسرائيل وروسيا تريد بشار الأسد لأسباب مختلفة، وأميركا لا تملك من أمرها شيئاً" وهذا ما هو جليٌّ وواضحٌ في سوريا من خلال المواقف الدولية المتضاربة والمعقدة والتي أطالت أمد الأزمة.

الرسالة السادسة: الخط الدرامي الآخر والأكثر إثارةً للجدل تقع أحداثه في برلين، حين تقوم مجموعة إرهابية مكونة من (المسلمين- أبناء لاجئين- بعضهم سوريون- ورئيسهم ابن للاجئين سوريين لديه درجة من القرابة مع أمير إحدى المجموعات الإسلامية في سورية).. هذه المجموعة الإرهابية قررت تفجير قنبلة كيماوية في إحدى محطات مترو برلين. ما قام به مسلسل Homeland هو تعزيز الصورة النمطية حول المسلمين بأنهم مصدر الإرهاب ووجه رسالة خاصة بأن موجات اللجوء السوري ستحمل في طياتها لاجئين إرهابيين يرهبون مجتمعاتهم الآمنة.

الرسالة السابعة: احذروا من اللاجئين فهم لا ينتمون إلى مجتمعاتنا الأوروبية أو الأميركية.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد