أعلنت السلطات الأمنية بموريتانيا قبل أيام فرار المعتقل السالك ولد الشيخ من السجن المدني بنواكشوط، وهو أحد السجناء المنتمين لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ومحكوم عليه بالإعدام لتورطه في التخطيط لاغتيال الرئيس الموريتاني، واستهداف عدد من المصالح الغربية بالبلد أثناء إدخاله سيارات مفخخة لنواكشوط رفقة بعض نشطاء التنظيم، ومحاولة تفجيرها، لكن وحدة من الجيش تمكنت من إحباط المخطط وتفجير السيارة على مشارف العاصمة في العام 2011.
تكرار لسيناريو الهرب..
وقالت مصادر مقربة من وزارة العدل بموريتانيا إن السجين الهارب السالك ولد الشيخ جهز لطريقة هربه لتتزامن مع احتفالات رأس السنة، وأنه ارتدى زياً نسائياً خلال مغادرته غرفةً محاذية لزنزانته تستعمل عادة للخلوة الشرعية من طرف بعض السجناء داخل السجن المدني في خطوة تكشف أن وراء عملية الاختفاء مجموعة من بينها نساء.
وقالت المصادر إن أجهزة الأمن فتحت تحقيقاً مع بعض السجناء والعسكريين الذين يتولون حراسة السجن المدني بنواكشوط، وأن التحقيق أثبت أن السجين الفار كان يجهز لمغادرة السجن منذ فترة، حيث قام بقضاء ديون لبعض السجناء، كما تعاون مع أحد زملائه في قص شعره، مشيراً إلى وجود سيدة كانت تزور السجين من حين لآخر مدعية أنها زوجته، قبل أن تؤكد التحقيقات أن لا قرابة تجمع بينهما.
ويعتبر هروب السجين السالك ولد الشيخ هو الثاني من نوعه حيث شكل تكراراً لسيناريو هروب سجناء تنظيم القاعدة من السجن المدني بنواكشوط، حيث فر قبل سنوات كل من السجين الخديم ولد السمان، وحماده ولد محمد خيرو، رفقة سجين ثالث من السجن المركزي، وهم أبرز السجناء حينها المحسوبين على تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ووصلوا معاقل التنظيم في شمال مالي بعد نجاحهم في الهرب من سجن نواكشوط.
تأهُّب أمني..
وأعلنت الحكومة الموريتانية رفع درجة التأهب الأمني في البلاد، ووضعت كافة الأجهزة الأمنية والمتعاونين معها تحت تصرف لجنة أمنية مشتركة لمواجهة فرار أبرز عناصر تنظيم القاعدة المتهم بالتخطيط لاغتيال الرئيس، وتفجير مقر السفارة الفرنسية بنواكشوط، رفقة نشطاء آخرين في التنظيم، في أقوى مخطط بمسار استهداف القاعدة لموريتانيا، استطاع الجيش حينها إحباطه وإلقاء القبض على المشاركين فيه.
وقال بيان حكومي إن السجين الهارب الشيخ ولد السالك ينتمي لأسرة قطنت سابقاً في مدينة أطار عاصمة ولاية آدرار شمال موريتانيا، وهو من مواليد 1984، داعية كل من لديه معلومات من شأنها أن تفضي إلى إلقاء القبض عليه التواصل مع الأجهزة الأمنية التي أعلنت عن أرقام هواتفها للاتصال بها في حالة الإبلاغ عن أي أخبار عن السجين الفار.
وأشارت معلومات أمنية إلى أن قيادة أركان جهاز الحرس الموريتاني استجوبت عدداً من ضباط وجنود التجمع الخاص رقم 2 للمتابعة القضائية بعد فرار السجين الشيخ ولد السالك، وأن من بين المستجوبين قائد السرية المكلفة بحراسة السجن المركزي بالعاصمة نواكشوط، وبعض الجنود العاملين معه".
ونقل موقع ـ زهرة شنقيط ـ عن مصادره قولها إن المجلس الأعلى للدفاع بموريتانيا عقد اجتماعاً هو الأول منذ شهور، كما شكل لجنة دائمة لمتابعة الوضعية الأمنية، وتنسيق جهود الأجهزة الأمنية العاملة في الميدان، بالتعاون مع الأركان العامة للجيوش، واستقبال التقارير الأمنية وتحليلها، واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الوضعية الأمنية التي تمر بها البلاد.