كابوس ليلة رأس السنة، بهذه الجملة وصفت وسائل الإعلام الألمانية ما جرى تلك الليلة، بعد أن شهد مركز مدينة كولن ومحطة نقلها المركزية عمليات سرقة وتحرش جنسي على نطاق واسع.
الشرطة الألمانية تحدثت عن 60 شكوى مسجلة فيما توقع قائد شرطة المدينة فولفغانغ ألبرس في تصريح لوكالة DPA وجود أكثر من 80 حالة أخرى لم تسجل شكوى.
المعتدون كانوا يسيرون على شكل مجموعات تضم بحدود بين 20 و30 شخصاً لكل مجموعة بحسب ألبرس ويهاجمون الضحايا بشكل جماعي، الاعتداءات امتدت من سرقة الهواتف النقالة والمقتنيات الثمينة وصولاً إلى التحرش باللمس ونزع ملابس النساء وتمزيقها وهي اعتداءات جنسية صريحة بحسب القانون الألماني.
قرابة الـ 1000 مهاجم
ألبرس أضاف بأن عدد المعتدين قارب 1000 مهاجم معظمهم بحسب الضحايا والشهود منحدرون من المنطقة العربية وشمال أفريقيا، حوادث الاعتداء امتدت إلى مدن أخرى أيضاً كهامبورغ ولكن بعدد أقل.
الشبكات الاجتماعية تحدثت عن لاجئين جدد من بين المهاجمين، "نحن لا يمكننا التأكيد أو النفي" يقول فولفغانغ "لكن كل من ألقينا القبض عليهم كانوا مهاجرين قدامى حتى الآن".
راشيل أبيربوركسيش تبلغ 17 عاماً كانت من بين الضحايا، وفي حديثها لموقع روندسشاو قالت "كنت وعدد من صديقاتي ضمن المعتدى عليهن، أنهينا الاحتفال بدخول السنة الجديدة في ساحة المدينة وأردنا العودة إلى منازلنا باستخدام القطار، في المحطة وقبل وصول القطار بدقائق أحاطت بنا مجموعة كبيرة من الرجال، كانوا بحدود 30 رجلاً على ما أعتقد، ملامحهم تدلُّ على أنهم من شمال أفريقيا، كانوا همجيين ومخمورين يشبهون المستذئبين في أفلام السينما الأميركية، لم يكتفوا بسرقة حقائب اليد والهواتف النقالة، لقد تحرشوا بنا، لمسونا في كل الأماكن ومزقوا ثيابنا قبل أن يتركونا ويرحلوا."
أما ليندرا روزنباوم فقد وصفت الحالة بالفظيعة، ليندرا قالت لوكالة DPA بأنها لم تختبر هذا النوع من التحرش سابقاً، وأضافت بأنه لولا تدخل الناس المتواجدين بالمحطة لما كانت لتنجو هي وصديقتها. المهاجمون لم يكونوا ألماناً.
كانت ليلة مرعبة
تقول ليندرا، "لا أعلم بالضبط إن كانوا مهاجرين جدداً أو أشخاصاً غير شرعيين، بعد نجاتنا توجهنا إلى مركز الشرطة لتسجيل شكوى، كان هناك العديد من النساء جئن لنفس الغرض، كلهن كن بثياب ممزقة وبعضهن كنَّ عراة بشكل كامل، أكثر ما آلمني هو فتاة صغيرة لم تتجاوز 13 من عمرها وصلت المركز بملابسها الداخلية فقط، كانت ليلة مرعبة تقول لندرا وعلى الحكومة اتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرار هذه الحوادث".
الشرطة الاتحادية وفي بيان لها أكدت الحادثة وتحدثت عن إلقائها القبض على أكثر من 20 متهماً على خلفية الأحداث الأخيرة.
الناطق باسم الشرطة الاتحادية هولغر كراوس وفي تصريح لموقع كولنر شتات أنتسايغر تحدث عن أن المهاجمين وبحسب الضحايا والشهود ينحدرون من أصول شمال أفريقية ومعظمهم لا يتكلم اللغة الألمانية.
وأضاف "عدد ممن ألقينا القبض عليهم يملك بالفعل سوابق جنائية لكن المفاجئ لنا كان في عملية تنظيم الاعتداءات، كانوا بحسب المعلومات المسجلة أكثر من 1000 شخص، إنها سابقة جرمية منظمة في ألمانيا، ونتوقع ردة فعل سيئة تجاه المهاجرين واللاجئين، الشرطة الاتحادية ستتخذ إجراءات صارمة لضمان عدم تكرار هذه الحوادث كما أنها ستشدد الرقابة على تجمعات اللاجئين لمنع وقوع أي عمليات انتقامية بحقهم".
يذكر بأن الشرطة الألمانية قد أعلنت يوم الاثنين 4 يناير/ كانون الثاني 2016 عن قيام مجهولين بإطلاق النار على سكن لجوء في ولاية هيسن وسط البلاد ما أدى الى إصابة أحد اللاجئين بجروح خطيرة دون الإشارة إلى الجناة والدوافع.