عملاء أجهزة الأمن البريطانية في سباق مع الزمن لتحديد هوية المسلَّح الذي تحدَّث بلكنة إنكليزية في مقطع فيديو الإعدام الجديد الذي أصدره "داعش"، ويظهر فيه المسلح وهو يطلق النار على ما يدعي التنظيم أنه "جاسوسٌ بريطاني".
تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية الاثنين 4 يناير/كانون الثاني 2016، أكدت فيه أن التوقعات زادت بأن المسلح هو سيدهارتا دهار، الجهادي البريطاني الذي سافر للانضمام للتنظيم في سوريا عام 2014.
واعترفت أخته، كونيكا دهار، بأن الصوت الذي سُمع في الفيديو يشبه صوت أخيها، لكنها لم تعتقد أنه هو نفس الشخص، إذ قالت السيدة دهار التي تعيش في شمالي لندن: "إن كان هو مَنْ ظهر في الفيديو، فأنا مصدومةٌ للغاية. سأقتله بنفسي. سوف يعود وسأقتله بنفسي إن كان هو مَنْ فعل هذا. لا أستطيع تصديق الخبر، إنه صدمةٌ بالنسبة لي. لا أعرف ما تفعله السلطات لتأكيد هويته، لكني أرغب في معرفة النتيجة".
أما والدته فقالت اليوم إنها لا تستطيع التأكيد أن ابنها هو مَنْ كان يتكلم، لكنها مصدومةٌ لأنها لم تشك أبداً في أن لديه صلاتٍ إرهابية، واصفةً إياه بأنه "حساسٌ وخجول".
سيدهارتا دهار، المعروف أيضاً باسم "أبورميسة"، كان يعيش فيWalthamstow وهو أبٌ لأربعة أطفال، تم اعتقاله مع 8 آخرين بسبب الاشتباه في تشجيعهم الإرهاب وتأييدهم لجماعة "المهاجرون" المحظورة.
الخبير في شؤون الإرهاب مدير دراسات الأمن العالمي في مركز Royal United Services، رفاييللو بانتوشي، قال أيضاً إنه يعتقد أن الصوت الذي ظهر في الفيديو يشبه صوت دهار.
بانتوشي قال: "يبدو الصوت شبيهاً بصوت أبورميسة من مقاطع الفيديو التي بثتها جماعة (المهاجرون). الرجل المقنع يتكلم بلكنةٍ لندنية، و(داعش) مليء بأشخاص من لندن، لكنه يبدو مثقفاً، إذ يستخدم مفردة imbecile (الأبله) عدة مرات. الجهادي جون كان سوقياً من غربي لندن وكان صبيانياً نوعاً ما، لكن هذا الرجل لا يبدو فتى شوارع مثل الجهادي جون".
وتشير خبيرة اللغويات جين سيتر إلى اعتقادها بأن المسلح الذي ظهر في الفيديو كان يتحدث مباشرة من الموقع، وقالت خبيرة قراءة الشفاه: "بعكس الجهادي جون، يمكن تمييز حركة فك المتكلم في الفيديو. هذا يدفعني للاعتقاد بأنه يتكلم مباشرة ولم تتم أي عمليات دوبلاج للصوت".
جديرٌ بالذكر أن دهار البالغ من العمر 32 عاماً أطلق من السجن بكفالة بعد اعتقاله في سبتمبر/أيلول 2014 وطلب منه تسليم جواز سفره. لكن وخلال أقل من 24 ساعة بعد إطلاق سراحه، استقل حافلةً من لندن إلى باريس واتجه إلى سوريا مع عائلته.
أما عن الطفل الذي ظهر في الفيديو، فتكشف المقارنة أنه يشبه إلى حد كبير الابن الأصغر لغريس دير (المعروفة أيضاً باسم خديجة) التي تربت في LewishamK جنوب لندن واعتنقت الإسلام حين كانت مراهقة.
في عام 2014، نشرت "دير" صورةً صادمة عبر حسابها على تويتر. أظهرت الصورة ابنها البالغ من العمر 4 سنوات واسمه "عيسى" مبتسماً بينما يحمل رشاش كلاشينكوف.
غريس متزوجة من الجهادي السويدي، أبوبكر، ويُقال إنها اعتنقت الإسلام بعد حضورها دروس في جامع جنوب لندن.
صور عيسى تشبه إلى حد كبير صور الصبي الذي ظهر في الفيديو المذكور، خاصةً أن الصبي يبدو في عمر السادسة، وهو نفس عمر عيسى الآن. كما توجد شامة على وجه الصبي الذي في الصورة في نفس المنطقة وشكل العينين متشابه إلى حد بعيد.