أعلنت اللجنة الأمنية في محافظة عدن (جنوب اليمن) حظر تجول ليلياً بدءاً من مساء الاثنين 4 يناير/كانون الأول 2015، إثر مقتل 17 شخصاً الأحد بينهم ضابط في الشرطة باشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ومسلحين يرجح أنهم متشددون.
وتشهد عدن، ثاني كبرى مدن اليمن، وضعاً أمنياً هشاً وتنامياً في نفوذ الجماعات المسلحة، وبينها مجموعات جهادية، منذ استعادة قوات الرئيس عبدربه منصور هادي السيطرة الكاملة عليها في يوليو/تموز من العام الماضي، بدعم من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية.
وقالت وكالة الأنباء (سبأ) التابعة لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي في وقت متأخر من أمس الأحد: "أقرت اللجنة الأمنية بمحافظة عدن تنفيذ حظر تجول في شوارع المدينة من الساعة الثامنة مساءً (17:00 تغ) حتى الساعة الخامسة فجراً وذلك ابتداءً من يوم غد (اليوم) الاثنين".
مقتل 17 شخصاً
وتأتي هذه الخطوة إثر مقتل 17 شخصاً، بينهم ضابط شرطة، في اشتباكات دارت الأحد بين القوات الحكومية ومسلحين في محيط ميناء المعلا في عدن، بحسب ما أفادت مصادر أمنية. والقتلى هم 9 من قوات الأمن بينهم ضابط برتبة عقيد في الشرطة، و8 مسلحين يعتقد أنهم جهاديون، بحسب المصادر الأمنية.
إلا أن الروايات حول ظروف الاشتباكات تباينت وفق المصادر.
فقد نقلت (سبأ) عن متحدث باسم محافظة عدن أن الاجتماع الأمني "جاء على خلفية المواجهات التي شهدتها المحافظة صباح الاحد بين قوات الأمن ومسلحين قاموا بمحاصرة ميناء المعلا بغرض إخراج القوة الامنية المتواجدة فيه والمكلفة بحمايته".
إلا أن مصادر أمنية أفادت الوكالة الفرنسية بأن الاشتباكات اندلعت عندما حاولت السلطات "إدخال قوات (موالية لهادي) تم تدريبها من قبل التحالف العربي الى الميناء، ما قوبل برفض من مسلحين موجودين فيه، وأدى الى اندلاع الاشتباكات".
وتحدث شهود في المدينة عن حال من "الرعب" الأحد خلال الاشتباكات التي استمرت ساعات عدة، متحدثين عن "انتشار مسلح غير مسبوق ونقاط تفتيش لا نعرف لأي جهة تتبع".
صعوبة في بسط الأمن
وتواجه حكومة هادي صعوبة في فرض سلطتها وبسط الأمن في عدن منذ استعادتها بشكل كامل الصيف الماضي بدعم ميداني مباشر وضربات جوية للتحالف، من المتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذين كانوا سيطروا على اجزاء منها.
وأكد مسؤولون محليون، بحسب ما نقلت "سبأ"، أن القوات الحكومية بسطت "سيطرتها الكاملة على ميناء المعلا" اثر الاشتباكات.
واستفادت التنظيمات الجهادية، لاسيما تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، من النزاع في اليمن لتعزيز نفوذها لاسيما في الجنوب.
ويسيطر الجهاديون على مبانٍ حكومية في عدن، ويشاهدون بشكل دوري يتجولون في الشوارع ويرفعون أعلامهم. كما نفذ هؤلاء سلسلة من الهجمات الدامية وعمليات الاغتيال بحق ضباط ومسؤولين حكوميين.