شبح الجهادي جون يعود من جديد ولكن هذه المرة بشكل ووصف وحجم مختلف، خبراءُ الاستخبارات البريطانية الذين يطاردون الجهادي البريطاني المجهول الذي ظهر في مقطع فيديو الإعدام الجديد الأحد 3 يناير/ كانون الثاني 2016، سيستخدمون نفسَ تقنيات التعرُّف التي استخدموها لتعقُّب محمد إموازي (المعروف أيضاً باسم الجهادي جون)، والذي قُتل في ضربة جوية أميركية في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2015.
عملية التعرف على إموازي استغرقت أشهراً، بعد أن ظهر مقنَّعاً في سلسلة من مقاطع فيديو إعدام رهائن غربيين في عامي 2014 و2015.
تقليد الجهادي جون
مقطع الفيديو الجديد الذي يبدو كمحاولة متعمدة لتقليد فيديوهات إموازي، هو بمثابة مقدمة لسلسلة فيديوهات دعائية جديدة ينوي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) نشرها، ويركِّز فيه على رجل يتحدث بلكنة بريطانية قبل أن يقوم بقتل 5 رهائن متهمين بالتجسس لشخص في تركيا لصالح المملكة المتحدة.
الفيديو كان سبباً لبداية عملية مطاردة الرجل، والتي ستركز على اللكنة التي استخدمها الجهادي المجهول الذي تحدث مهدداً بريطانيا بغزوها وحكمها بالشريعة إلى جانب الأجزاء التي ظهرت من وجهه، ثمَّ ستجري مقارنة المعطيات مع البيانات المتوفرة عن مئاتٍ من الجهاديين البريطانيين الذين سافروا إلى العراق وسوريا، حسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، الاثنين 4 يناير/كانون الثاني2015 .
الصبي غير المقنع
أما الصبي الصغير غير المقنَّع الذي ظهر أيضاً في الفيديو، فقد كان يتحدث أيضاً بلكنة شبيهةٍ باللكنة الإنكليزية وسيكون من الأسهل التعرُّف عليه، حسب ما أفاد الخبير في الجهاديين البريطانيين والباحث في المركز الدولي لدراسة التطرف التابع لجامعة King College London، شيراز ماهر.
ماهر قال في مقابلة مع القناة الرابعة في إذاعة BBC: "لا شك أنه سيتم التعرف على الصبي بسرعة نسبياً لأنه بالنظر إلى عمره، لا أعتقد أنه ولد هناك. لا بد أنه أُخذَ إلى هناك، لذا سيتعرف شخص ما بالتأكيد على الصبي ويخبرنا من هو، خاصةً وأنه لا يرتدي أي قناع".
وأضاف ماهر أن إظهارَ طفلٍ في الفيديو كان أمراً غير عادي ولكن هذا حدث في فيديوهات سابقة: "الأمر الأكثر إدهاشاً هو الطفل الصغير الذي ظهر في نهاية الفيديو. إنه يتحدث الإنكليزية، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه بريطاني. حين تشاهد الفيديو، تجد أنه من الصعب فهمُ ما يقول، عليك أن تعيد مشاهدة الفيديو مرتين على الأقل حتى يتضح ما يقوله. لقد شاهدنا أطفالاً فرنسيين في عمليات الإعدام، لذا لن يكون الأمر فريداً تماماً، لكننا سنعرف تفاصيل أكثر عن هذا الأمر حين يتم نشر الفيديو الكامل خلال الأسابيع القادمة".
وشرح ماهر: "أما الرجل المقنع، فستأخذ عملية التعرف عليه وقتاً أطول. لقد حدث الأمر نفسه مع محمد إموازي، فقد استغرق التعرف عليه وقتاً طويلاً".
كيف تم التعرف على إموازي؟
في حالة إموازي، تم استخدام برنامج للتعرف على الصوت، ثم قورنت النتائج بالبيانات المتوفرة لدى أجهزة الاستخبارات البريطانية حول الجهاديين البريطانيين المعروفين.
كما تم استخدام تقنية التعرف على الأوردة للمساعدة في التعرف عليه، بعد أن ظهرت يده وهي تحمل سكيناً في مقطع إعدام الرهائن، لكن استخدام هذه التقنية سيكون صعباً في الفيديو الجديد لأن الجهادي المجهول يحمل مسدساً ويرتدي قفازاً في يديه.
يُعتقد أن صوت الجهادي المجهول الذي ظهر في مقطع الفيديو الجديد يتحدث بلكنة لندنية، لكن ثمة لكنة شمالية في لفظه لكلمة "Britain" حين يقول: "كل أهل بريطانيا يعرفون أن جنسيتكم تحت قدمِنا، وأن تنظيم الدولة بلدنا ستبقى هنا وتستمر في خوض الجهاد".