وفي رسالة الاثنين 4 يناير/كانون الثاني 2016، إلى مجلس الأمن الدولي، أعربت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة عن "أسف" طهران بعد الاعتداء على البعثتين الدبلوماسيتين السعوديتين في طهران ومشهد، وهو ما تلاه قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.
البعثة الإيرانية أوضحت ان الجمهورية الإسلامية "لن تدخر جهدا لتوقيف واحالة" المسؤولين عن هذه الأحداث إلى القضاء والتي وصفها الرئيس الإيراني حسن روحاني الأحد بأنها "غير مبررة".
الرسالة أضافت أن طهران "ستتخذ جميع الإجراءات الضرورية لعدم تكرار مثل هذه الحوادث".
وحسب دبلوماسيون، فإن أعضاء مجلس الامن الدولي الـ 15 سيبحثون الاثنين إمكانية نشر بيان حول الأزمة الإيرانية السعودية.
دي ميستورا في الرياض
ويتوجه وسيط الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا إلى الرياض ثم طهران حسب ما أعلنت الاثنين الأمم المتحدة في محاولة لإنقاذ ملف السلام في سوريا بعدما شهدت العلاقات بين الرياض وطهران توترا جديدا.
وفي الوقت الذي تصاعدت فيه التوترات بين البلدين وقطعت البحرين والسودان علاقاتهما مع إيران الاثنين سرت دعوات من عواصم غربية لوقف التوتر، وقدم الوفد الإيراني بالأمم المتحدة اعتذارا عن حرق السفارة السعودية بطهران.
المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريتش قال إن دي ميستورا "في طريقه إلى الرياض"، وسيزور لاحقا طهران "في بحر الأسبوع".
دي ميستورا يعتبر أن "الأزمة في العلاقات بين السعودية وإيران مقلقة جدا" وقد تتسبب بـ"سلسلة عواقب مشؤومة في المنطقة".
ملف السلام في سوريا
وقال دوجاريتش إن دي ميستورا "سيقيم آثار" الأزمة على عملية تسوية النزاع السوري التي أطلقتها الدول العظمى في نهاية العام الماضي في فيينا.
إيران مع روسيا يدعمان نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حين أن السعودية تدعم المعارضة المسلحة السورية وتطالب برحيل الأسد.
وبعد المؤتمرين الدوليين في فيينا في أكتوبر/ تشرين الأول، ونوفمبر/تشرين الثاني بمشاركة الرياض وطهران تأمل الأمم المتحدة في أن تجمع اعتبارا من 25 من الشهر الجاري في جنيف ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة لإجراء محادثات سلام.
وبحسب دوجاريتش اتصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير ليعرب عن "قلقه العميق" لقطع العلاقات مع إيران.
السعودية كانت قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران الأحد كما حذت حذوها البحرين والسودان وخفضت الإمارات مستوى العلاقات مع طهران بعد الأزمة الناجمة عن إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي المعارض للنظام السعودي نمر النمر.
ملف اليمن
بان كي مون طلب أيضا "من السعودية تجديد بوقف إطلاق النار" في اليمن، وكانت الرياض أعلنت السبت انتهاء الهدنة.
ويتوقع أن يزور موفد الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد الرياض الأربعاء في محاولة لوقف المواجهات.
وتدور حرب أهلية في اليمن بين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة اليمنية المدعومة من تحالف عسكري بقيادة سعودية.
اتصال مون وظريف
كما اتصل بان كي مون الأحد بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
وطلب بان من الوزيرين "تفادي أي عمل قد يؤجج التوتر بين البلدين وفي المنطقة" كما قال دوجاريتش، وشدد على أهمية مواصلة حوار بناء بين البلدين من أجل مصلحة المنطقة وغير المنطقة.