هدد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الأحد 3 يناير/ كانون الثاني 2016، في شريط فيديو بـ"غزو" بريطانيا التي وسعت منذ شهر نشاطها في صفوف الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن، موثقاً في الشريط ذاته إعدامه 5 قال إنهم "جواسيس" بمدينة الرقة عاصمة الخلافة والمعقل الأبرز للجهاديين في سوريا.
أحد الملثمين من عناصر التنظيم عرض "اعترافات" المتهمين الـ 5 في شريط الفيديو الذي نشرته مواقع جهادية وحسابات قريبة من التنظيم على الشبكات الاجتماعية.
تهديد بريطانيا وسخرية من كاميرون
ثم توجه إلى البريطانيين بالقول "يا أيتها الحكومة البريطانية يا أيها الشعب البريطاني، اعلموا أن جنسيتكم تحت أقدامنا اليوم وإن الدولة الإسلامية دولتنا، باقية وسنظل نجاهد ونكسر الحدود وسنغزو دياركم يوماً ما وسنحكمها بالشريعة".
المقاتل أحاط به جهاديون من التنظيم حملوا جميعهم مسدسات، فيما يجثو أمامهم المتهمون الـ 5 بلباس برتقالي، قال بلغة إنكليزية مرفقة بترجمة عربية "إلى كل من يريد منكم الاستمرار في القتال تحت راية رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وبأجر بخس، نقول له اسأل نفسك، هل تظن حقاً أن حكومتك سوف تهتم بك عندما تقع في أيدينا أو تتركك كما تركت هؤلاء الجواسيس" في إشارة إلى المتهمين الـ 5.
وسخر المقاتل القوي البنية من كاميرون قائلاً "يا للعجب مما نسمعه اليوم إن وزيراً تافها مثلك يتحدى قدرات الدولة الإسلامية ويهددنا بعدد قليل من الطائرات".
بريطانيا كانت قد شنت في 3 ديسمبر/ كانون الأول 2015، أولى غاراتها الجوية على منشآت نفطية تحت سيطرة التنظيم في شرق سوريا، بعد ساعات من موافقة البرلمان على توسيع الضربات الجوية من العراق إلى سوريا.
ووصف التنظيم كاميرون بـ "السخيف الكبير" الذي قال "إنك لم تستخلص الدروس مما حصل مع سيدك السخيف في واشنطن وفشل حملته على تنظيم الدولة الإسلامية" في إشارة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي تقود بلاده منذ صيف 2014 ائتلافاً يشن ضربات تستهدف مواقع الجهاديين في العراق وسوريا.
اعترافات "الجواسيس"
مقاتلو التنظيم وقبل أن يبادروا إلى تنفيذ الإعدام بإطلاق الرصاص على الرأس من الخلف تباعاً، وفق ما يظهره شريط الفيديو، يستهل التنظيم إصداره بعرض ما يشبه "اعترافات" المتهمين الذين يقولون أنهم يقيمون في مدينة الرقة وتواصلوا مع أشخاص مقيمين في تركيا.
ويقول أحد المتهمين أنه كان على اتصال بشخص في تركيا وصفه بـ"عميل للتحالف الصليبي ومحارب للدولة الإسلامية"، ويوضح أنه كان يزوده بصور ومقاطع فيديو وأخبار عاجلة ترصد تحركات التنظيم في مدينة الرقة.
ويقول متهمان على الأقل أنهما حصلا على كاميرا خفية لتصوير الحياة في المدينة وبعض المواقع التابعة للتنظيم، كما يشير اثنان منهم إلى أنهما تلقيا أموالاً لافتتاح مقاهي إنترنت في المدينة.
تراجع داعش في العراق وسوريا
ومني التنظيم بخسائر ميدانية عدة في العراق وسوريا وتحديداً في الشهرين الأخيرين. لكنه وسع نطاق عملياته لتشمل دولاً عدة، أبرزها هجمات باريس.
أعلن الجيش الأميركي الخميس مقتل 10 من القياديين الكبار في التنظيم في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2015، وحده في غارات نفّذها الائتلاف الدولي في سوريا والعراق.
محللون يرون أن التنظيم يلجأ إلى اتباع ممارسات وحشية يروّج لها عبر آلته الدعائية، كلما تلقى خسائر ميدانية، في محاولة لتصدر عناوين الصحف ونشرات الأخبار حول العالم.