عام البؤس

ها نحن قد ودعنا سنة 2015 الميلادية، بعد أن حملت في طياتها الكثير من الأحداث المؤلمة بالنسبة للإنسان العربي، ففي الوقت الذي حقق فيه "الغرب" قفزة نوعية على مستوى الاختراعات والابتكارات كان الإنسان يحلم بها منذ عقود، أو ربما قرون.

عربي بوست
تم النشر: 2016/01/03 الساعة 03:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/01/03 الساعة 03:35 بتوقيت غرينتش

ها نحن قد ودعنا سنة 2015 الميلادية، بعد أن حملت في طياتها الكثير من الأحداث المؤلمة بالنسبة للإنسان العربي، ففي الوقت الذي حقق فيه "الغرب" قفزة نوعية على مستوى الاختراعات والابتكارات كان الإنسان يحلم بها منذ عقود، أو ربما قرون، لا يزال العربي يطالب بأبسط حقوقه، وعلى رأسها العيش الكريم.

هي سنة مرت على الإنسان العربي مُرَّة الطعم، لم يحقق فيها ما كان يرجوه وثار من أجله منذ سنة 2011.

فبالنسبة للشعب السوري، لا تزال دار لقمان على حالها، حيث يستمر منهج التقتيل الذي اتخذه الرئيس بشار الأسد في حق شعبه، بتعاون مع "حزب الله" وروسيا، الشيء الذي يزيد الوضع تعقيدا، كما يزيده معانات وبؤساً. من جهة ثانية، لا يزال تدفق الكثير من المقاتلين إلى الأراضي السورية، قادمين من مختلف بقاع العالم، بحثا عن "دولة الخلافة" إن وجدت، وإن لم توجد فالبحث عن "الشهادة" هو المصير المتبقي.

هي سنة استمر فيها نزوح الأهالي خارج بلدهم، طالبين عطف الجيران في الضفة الشمالية، وهروباً من بطش رئيس وقف في أحد الأيام أمام أمته، مُقسماً على المصحف الشريف بالمحافظة على وطنه وبالإخلاص لشعبه، لكن.. لم تتحقق أماني كل النازحين، فالمحظوظ منهم وصل إلى مبتغاه، في حين لا تزال الأعداد الكبيرة منها تتنقل من حدود بلد لبلد.

أما في ليبيا، فقد أنقذ اتفاق المصالحة الذي تم بمدينة الصخيرات المغربية قبل أيام بين الأطراف الليبية المتنازعة لتشكيل حكومة وفاق وطني.. أنقذ ماء وجه سنوات من العنف والاقتتال والتفرقة، سنة تفرق فيها الليبيون بين مؤيد لبرلمان طبرق شرقاً، وآخر مؤيد لبرلمان طرابلس غرباً، أضف إلى هذا المواجهة المسلحة بين مختلف الأطراف المتنازعة، والتي دائما ما يكون الخاسر الأكبر فيها هم المدنيون العزل.

بدوره عرف اليمن سنة دموية بامتياز، حينما أعلنت جماعة "الحوثي" رفضها للسلطة الحاكمة، وقيامها بفرض سيطرتها على عدة مدن يمنية، وأبرزها العاصمة صنعاء، الشيء الذي أدى إلى اشتعال فتيل حرب لا تزال تدور رحاها، وكما يُقال: "لا شيء أجمل في الحرب سوى انتهائها"، لتتوقف عملية القتل والجرح والنزوح والجوع وقلة كل شيء، إلا الموت الذي في ازدياد مستمر.

سنة 2015 مرت مليئة بالأحداث المؤلمة بالنسبة للإنسان العربي، صور الدمار في كل مكان، بكاء الجرحى والمصابين سمع صداه العالم، بشاعة الدمار والمجازر نقلتها مختلف الفضائيات العالمية، لغة المدافع والصواريخ والطائرات الحربية سادت وطغت على المعجم العربي.

اليوم أصبحت سنة 2015 من الماضي، وأصبحنا نتحدث عنها بـ"وتلك الأيام"، لكن أحداثها ما زالت كما هي. لذا أتمنى أن تكون السنة الجديدة سنة نهاية الظلم بكل الأقطار العربية، سنة نضع فيها قطارنا على سكته الصحيحة، سكة الديمقراطية وما يدور في فلكها، سنة يقف فيها نزيف الدم العربي، سنة يتحقق فيها ما خرجت لأجله شعوب تونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن، ومعها باقي شعوب البلدان العربية التي عرفت حراكاً سياسياً واجتماعياً.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد