أعدمت السعودية السبت 2 يناير/كانون الثاني 2016، 47 شخصاً مدانين بـ"الإرهاب" في عمليات بالأراضي السعودية بين عامي 2003 و2006، من بينهم أبو جندل الأزدي، أو فارس آل شويل الزهراني، أو فارس الشويل، وهي جميعها أسماء لمن يوصف بمنظِّر تنظيم القاعدة في السعودية.
الشويل 46 عاماً، حكم عليه بالإعدام في أبريل/نيسان عام 2014، مع 15 آخرين، تم القبض عليه في أغسطس/آب 2004، في جبال أبو خيال قرب مسرح المفتاحة الشهير في مدينة أبها جنوب السعودية، وهو ما مثل وقتها ضربة لتنظيم القاعدة في السعودية، واتهم بحمل القنابل والسلاح بقصد قتل رجال الأمن، لتكفيره الدولة.
وأدانت المحكمة الشويل "باعتناقه منهج الخوارج في التكفير واستباحة دماء المسلمين والمعاهدين والمستأمنين داخل البلاد وخارجها، وانتمائه لمنهج تنظيم القاعدة وقيامه بالدعوة إلى ذلك المنهج والدفاع عنه والتنظير له، وتمجيد قياداته وأعمالهم الإرهابية، ونشر مذهبه في الخروج المسلح والتكفير، واستباحة الدماء المعصومة".
وكانت وكالة الأنباء السعودية قد ذكرت أن "الحكومة بذلت جهوداً لتصحيح أفكار الزهراني؛ لكنه تحدى سلطة الدولة أثناء محاكمته، وجادل بأن قتل رجال الأمن أمر مبرر طبقاً لما يعتنقه من أفكار".
وفي جلسات محاكمته، "أشاد بتفجيري العليا والخُبر، وتفجيرات شرق الرياض، ووصفها بأنها جهاد في سبيل الله".
الشويل يعود نسبه لقبائل اﻷزد في جنوب الجزيرة العربية، درس المرحلة الابتدائية والمتوسطة في قرية الجوفاء، وانتقل إلى قرية "النعوص" ليكمل المرحلة الثانوية عام 1996 وحاز على نسبة 97%.
التحق بكلية علوم القرآن في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، لكنه ما لبث أن ترك الجامعة بعد أن أنهى فصلاً دراسياً واحداً لينتقل إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم، ثم عاد بعد ذلك إلى أبها في الجنوب السعودي لدراسة الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود.
وحصل على درجة الماجستير في الشريعة من فرع جامعة الإمام بالقصيم.
شويل لمع نجمه مع التنظيم وتولي المسؤولية التنظيرية وإصدار الأبحاث والدراسات الداعمة للقاعدة وعملياتها، وإكسابها الغطاء الفقهي، وكان يكتب باسم أبو جندل الأزدي ووقع به عددا من رسائله وأبحاثه، ثم كشف عن اسمه الصريح وبدأ يوقع به إصداراته.
ومن مؤلفاته كتابه الشهير "الباحث عن حكم قتل أفراد وضباط المباحث"، والذي كتبه بعد المواجهات بين عناصر القاعدة والسلطات السعودية، في حادثة استراحة حي الشفا جنوب غربي الرياض نوفمبر/تشرين الثاني 2002.
وألف مجموعة كتب أخرى منها وجوب استنقاذ المستضعفين من سجون الطواغيت والمرتدين"، و"تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال"، و"الآيات والأحاديث الغزيرة على كفر قوات درع الجزيرة"، وكتاب "الله أكبر خربت أميركا".
فيما تذكر مصادر سعودية أنه كان من أعنف المقاتلين في صفوف القاعدة بأفغانستان.
شويل كثر ظهوره بعد مقتل زعيم التنظيم في السعودية عبدالعزيز المقرن في يونيو/حزيران 2004.
ونشر آل شويل رسالة في الإنترنت يعلن فيها براءته من الجنسية السعودية، بحجة أن الدولة "مرتدة عن الإسلام"، على حد وصفه.
وفي 2 أبريل/نيسان 2014، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض حكماً ابتدائياً بالقتل تعزيراً في حق قائد الخلية، الذي يعد المنظر الشرعي في تنظيم القاعدة داخل السعودية وهو فارس آل شويل أحد المطلوبين على قائمة الـ26 التي أعلنت عنها وزارة الداخلية.