هاجم مغردون ألمان قائد حركة "بيغيدا" المناهضة للإسلام واستقبال اللاجئين، وقالوا إنه مثير للشفقة وعديم الجدوى، وذلك رداً على ربطه بين اللاجئين وهجومين محتملين على محطات للقطار.
مؤسس "بيغيدا"، لوتز باخمان، كان كتب تغريدة بعد وقت قصير من إغلاق الشرطة للمحطتين في ميونيخ، قال فيها إن الألمان الذين رحّبوا باللاجئين الذين وصلوا بالقطارات عبر تلك المحطات، عليهم أن يعودوا إلى هناك ويتعرضوا لخطر التفجير، بحسب ما نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأضاف أنه "يجب على جميع الذين رحّبوا باللاجئين بالتصفيق الوصول فوراً إلى محطة القطار الرئيسية بميونيخ"، مُستخدماً هاشتاغ # RefugISISnotWelcome ويعني "# اللاجئون من داعش ليس مُرحباً بهم هنا"، في هجوم على المجموعات اليسارية التي نظّمت تظاهرات مضادة لحركة بيغيدا ورفعت شعار "اللاجئون مُرحب بهم هنا".
من الجميل لو كان لديك عقل
معارضو باخمان اتهموه بمحاولة الخلط بين اللاجئين والإرهاب، وعلق عليه شاب يُدعى أندريه جوتثارت بالقول: "فقط اخرج من هنا، أنت مثير للشفقة للغاية وألماني عديم الجدوى".
أما النائب عن الحزب الأخضر الألماني، دييتر جانكيك، فقد كتب: "سيكون من الجميل لو كان لديك عقل"، بينما كتب كيم تورستر: "هذا حقير، ألا تفهم ما يهرب منه الناس؟ عارٌ عليك".
وعاد باخمان للرد على منتقديه في تغريدة لا توحي بالاعتذار قال فيها: "أنا لا أفهم الضجة التي أثيرت. أيها البلهاء الذين صفقتم للاجئين في أوروبا، لماذا الآن تبولون في ملابسكم، ولستم بمحطة سكة حديد ميونيخ". ولاحقاً، أعاد باخمان تغريدَ تحيةِ العام الجديد المُرسلة من دونالد ترامب.
ميركل: اللاجئون فرصة للغد
تأتي تغريدة باخمان بعد خطاب العام الجديد الذي دعت فيه المستشارةُ أنغيلا ميركل الألمانَ إلى اعتبار استقبال عدد غير مسبوق من اللاجئين في ألمانيا "فرصةً للغد"، ودعت أيضاً إلى عدم اتباع المُحرضين على العنصرية، دون الإشارة إلى باخمان بالاسم.
ميركل أقرت بأن عام 2015 الذي شهدت فيه ألمانيا استقبال أكثر من مليون لاجئ ومهاجر كان تحدياً غير عادي، وحذرت من المزيد من التحديات المُستقبلية، لكنها قالت إن النتيجة ستكون جديرة بخوض تلك التحديات؛ لأن "الدول استفادت دائماً من الهجرة الناجحة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي"، بحسب ما نقلت عنها الصحيفة.
وفي إشارة إلى المسيرات اليمينية المتطرفة التي نُظمت مؤخراً في عدة أجزاء من ألمانيا، خاصة في الشرق الشيوعي سابقاً، قالت ميركل إنه "من المهم إلا نسمح لأنفسنا بالانقسام"، وأضافت أنه "من المهم أيضاً عدم اتباع أولئك الذين يحملون برودة أو كراهية في قلوبهم، ويدعون أنهم هم الألمان الحقيقيون".
تأسيس "بيغيدا"
وأسس باخمان حركة بيغيدا في أكتوبر/تشرين الأول 2014 متخذاً مدينته "درسدن" مقراً لها. واسم الحركة هو اختصارٌ لشعار "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب".
في البداية كانت الحركةُ مجموعةً احتجاجية صغيرة، حتى تطورت لتصبح حركة يمينية شعبية غير منظمة، وجذبت إليها نحو 30 ألف شخص، وبحلول أوائل صيف 2015 كانت قد أخذت في التضاؤل، لكن دعمها ارتفع مرة أخرى رداً على اللاجئين القادمين يومياً من سوريا وأفغانستان وبلدان أخرى.
وأدى قرار ميركل استقبال عدد قياسي من طالبي اللجوء، نصفهم من سوريا، إلى انقسام حاد في الرأي العام الألماني. وقد وصل صدى الانقسام للمدن والأحياء الصغيرة التي واجهت تحدياً لوجستياً ضخماً لتوفير الغذاء والسكن للوافدين.
ألمانيا استقبلت 1.1 مليون لاجئ في 2015
وبحسب تقرير صادر عن صحيفة Säechsische Zeitun، فإن ألمانيا قبلت نحو 1.1 مليون طالب للجوء خلال العام الماضي، وهو يمثل 5 أضعاف العدد في 2014، وواجهت ميركل المعارضة في معسكرها المحافظ خاصة من قِبل الحزب الديمقراطي المسيحي البافاري، فضلاً عن المخاوف الشعبية بشأن هذا التدفق، والذي تعهدت بتقليل أعداده عام 2016.
وتشمل خطة ميركل إقناع أعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرين باستقبال المزيد من اللاجئين، الجهود التي لم تلقَ نجاحاً يُذكر، وفي المقابل اتفق الاتحاد الأوروبي مع تركيا على تحسين حماية حدودها. وقالت ميركل في خطابها للعام الجديد: "نادراً ما يواجهنا عامٌ مثل العام القادم، إذ نحن مطالبون فيه بالوفاء بكلامنا في صورة أفعال".
وشكرت ميركل المتطوعين وجهاز الشرطة والجنود والإداريين على تحقيق الإنجازات الضخمة، وعلى ما وصفته بـ"القيام بما هو أكثر بكثير من واجبهم". وبالنظر إلى عام 2016، قالت ميركل إنه "ليس هناك شك في أن تدفق الكثير من اللاجئين سيتطلب المزيد منا، الأمر يتطلب وقتاً وجهداً ومالاً".
لكن ميركل استحضرت في حديثها أن ألمانيا أتقنت التعامل مع التحديات السابقة، واستفادت من اقتصادها القوي والمبتكر. وقالت: "أنا على قناعة بأنه إن تم التعامل مع الوضع بشكل صحيح فإن مهمةَ اليوم العظيمة المتمثلة في تدفق ودمج الكثير من اللاجئين هي فرصةٌ للغد".