كيلو كباب في غزة!

وتندرج تفاصيل مأساة الحارس على عدد كبير من سكان قطاع غزة الذي يعاني -حسب التقرير- من سوء الخدمات العامة الأساسية وتدني جودتها مثل الكهرباء والماء والصرف الصحي، ويحصل نحو 80% من سكان القطاع على شكل من أشكال الإعانة الاجتماعية ولا يزال 40% منهم يقبعون تحت خط الفقر.

عربي بوست
تم النشر: 2015/12/30 الساعة 03:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/12/30 الساعة 03:08 بتوقيت غرينتش

على بوابة المصعد.. يتحدث أحد السكان بصوت منخفض مع حارس البناية التي يقع بها عملي، انتظرتُ لحظات حتى صعدت برفقة الحارس الذي علا صوته وهو يقول "يوصيني بشراء كيلو كباب له وزوجته، الله أكبر.. كيلو كباب لشخصين فقط!

يتعجب الحارس الذي يقطن في غزة المحاصرة مما يراه تبذيرا.. على اعتبار أن كيلو الكباب يكفيه وأسرته المكونة من ستة أشخاص، وبالكاد يستطيع توفيره مرة واحدة كل عدة أشهر.

ذلك الحارس الذي تجاوز الخامسة والثلاثين من عمره يتقاضى راتبا لا يتعدى مائة وثمانين دولارا، مقابل خدمة لا تقل عن اثنتي عشرة ساعة يوميا.

المبلغ الزهيد الذي يتلقاه مقابل خدمات التنظيف وتلبية احتياجات السكان، بالكاد يكفيه لتوفير جزء من احتياجات أطفاله يلتحق جلهم بمقاعد الدراسة، حتى أنه يضطر كثيرا لقطع مسافة تزيد عن عشرة كيلو مترات مشيا على الأقدام للوصول إلى عمله، من أجل منح ثمن المواصلات لأبنائه.

كثير من الغزيين لا يقوون على شراء كيلو كباب، الذي يقدر ثمنه 15 دولارا، بسبب ارتفاع نسبة الفقر في الشارع الفلسطيني، حيث يشير آخر تقرير صادر عن البنك الدولي أن الحصار المستمر والحروب المتكررة في قطاع غزة أديا إلى خنق اقتصاد القطاع وارتفاع معدل البطالة الأعلى بنسبة وصلت إلى 43% وهي الأعلى في العالم.

وتندرج تفاصيل مأساة الحارس على عدد كبير من سكان قطاع غزة الذي يعاني -حسب التقرير- من سوء الخدمات العامة الأساسية وتدني جودتها مثل الكهرباء والماء والصرف الصحي، ويحصل نحو 80% من سكان القطاع على شكل من أشكال الإعانة الاجتماعية ولا يزال 40% منهم يقبعون تحت خط الفقر.

يروي الحارس أنه يعيش وأسرته في منزل مكون من غرفة واحدة إلى جانب مطبخ وحمام صغيرين، تكسوه ألواح من الحديد (الزينقو)، كان قد دمره الاحتلال في حربه الأخيرة صيف 2014، لكنه اضطر إلى العودة إليه بعد إدخال ما وصفها بالترميمات البسيطة، كونه لا يقوى على دفع إيجار سكن بديل.

ويفتقر بيته الذي تحرقه الشمس صيفا، وتملأه مياه الأمطار شتاء لأدنى الأساسيات، لكنه مضطر للبقاء فيه لغياب البدائل نظرا لوضعه المادي المتردي.

تقول الأونروا التي تدير شئون اللاجئين في غزة إن 231 ألف مسجل يريدون الحصول على فرصة عمل، منهم 56 ألفا حملة البكالوريوس، و30 ألفا دبلوم، و265 ماجستير، و15224 توجيهيا، والعشرات من حملة الدكتوراه.
سنوات عجاف تمر على غزة المحاصرة، حتى أصبح حلم بعض سكانها توفير "كيلو كباب"!

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد