من الإنسان المسلم.. إلى أين ممكن أن نصل؟

الفيلسوف البريطاني برتراند راسل وهو أحد الفلاسفة البريطانيين الحاصل على جائزة نوبل عام 1950 يقول عن الإسلام: "لقد قرأت عن الإسلام ونبي الإسلام فوجدت أنه دين جاء ليصبح دين العالم والإنسانية فالتعاليم التي جاء بها محمد والتي حفل بها كتابه ما زلنا نبحث ونتعلق بذرات منها وننال أعلى الجوائز من أجلها! لقد كانت وما زالت ديانة محمد توحيدا سهلا ولم يزعم لنفسه ولا زعم أتباعه له هذه الطبيعة الإلهية نيابة عنه لقد كانت الأخلاق الإسلامية منذ محمد وحتى اليوم وغدا هي المفتاح الحقيقي للإنسان الذي يحلم بأن يكون لوجوده معنى".

عربي بوست
تم النشر: 2015/12/28 الساعة 05:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/12/28 الساعة 05:09 بتوقيت غرينتش

اختلفت أشكالنا.. تنوعت عقولنا.. تعددت أفكارنا.. تميز البعض منا مع ذلك.. نبقى إنسانا
هوية الإنسان ومنشأه كان مضغة صغيرة لا نستطيع رؤيتها ولا التحديق في معالمها فهي ممسوحة الهوية كل ما نعرفه عنها أنها قطعة لحم صغيرة كونت ليتكون الإنسان لذا قال الله تعالى في كتابه الكريم: "قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا" خلقنا ولم نكن شيئا وسوف نغادر ولن يكون لنا شيء..

إنه الإنسان ذلك المخلوق البشري الذي يتفنن كل يوم في استعراض قدراته ليطرح ما لديه من قوة وطاقات فكرية أو جسدية فتجده مسالما أو معاديا فهو من يحدد هويته في كونه ودينه يمهد له الطريق ويعطيه تلك الدلالات والإرشادات التي تتواجد في كل مساراته.

الدين الإسلامي يرسم لنا معالم طريقنا للوصول فهو جاء لحل مشاكل الإنسان وليس لتعقيده وتضليله فهو يرشدنا للتحصيل من كل ما هو متاح ومشروع لنا والتحصيل يتنوع مابين تحصيل رزق.. تحصيل علم.. تحصيل أخلاق.. تحصيل مبادئ.. لذا حثنا الله على السعي في طرائق الحياة للوصول إلى مبتغانا بقوله تعالي: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" لم ينفك الدين الإسلامي بتحديد الطرق التي نسلكها لتتحقق سعادتنا..
لكن البشر اختلفوا في كيفية نظرهم للإسلام فهناك من يتعمق في دينه ليزداد قربا لخالقه وهناك من يتعمق في هذه الظاهرة الحديثة ليشككنا في مسلمات ديننا..

لا أدري هل خلصت علوم الكرة الأرضية ولم يتبقَّ سوى الدين الإسلامي للتشكيك فيه.. المضني أن المشككين مسلمون ويظنون أنفسهم أنهم أصحاب تصحيح الهوية ورفع النظارة السوداء عن فكر الجيل الصاعد..

يأتي لنا من يصف بعضا من معجزات الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أنها خرافات وآخر يقول إن نزول النبي عيسى عليه السلام في آخر الزمن يوم القيامة لم يثبت فعليا في كتاب أو سنة! كان آخر صيحات التشكيك وهي خروج أحدهم بقوله إن المسجد الأقصى ليس هو الموجود في القدس بل في مكة المكرمة وإننا طوال الأزمان التي مضت عشنا في ضلالة! لا أقول سوى اللهم اهدِهم وثبتنا بعد كل ما نسمع ونقرأ ونشوف.
الإسلام في جوهره ومظهره نور لمن لا نور له لقوله تعالي: (نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ) ليس التشكيك تفكر وتصحيح مفاهيم للجيل الحالي والجيل القادم بل هو مدعاة للانحراف عن الهوية الحقيقية للدين الإسلامي وهي: (بدونه لن نصعد ولن نتطور).

لا أقول عن نفسي إني متبحرة ومتفكرة وقارئة مطلعة مليا في ديني لكنني أؤمن بأن هذا الدين بما احتوى كاملا دون نقصان أو زيادة أخرج لنا عظماء ومفاخر للأمة الإسلامية مثل الشيخ علي الطنطاوي وعبد الحميد كشك ومحمد متولي الشعراوي وأحمد ديدات.. أفهم ديني بمنظوره الواسع شامل الرؤية لكل جوانب حياتي وحياة الآخرين..

الفيلسوف البريطاني برتراند راسل وهو أحد الفلاسفة البريطانيين الحاصل على جائزة نوبل عام 1950 يقول عن الإسلام: "لقد قرأت عن الإسلام ونبي الإسلام فوجدت أنه دين جاء ليصبح دين العالم والإنسانية فالتعاليم التي جاء بها محمد والتي حفل بها كتابه ما زلنا نبحث ونتعلق بذرات منها وننال أعلى الجوائز من أجلها! لقد كانت وما زالت ديانة محمد توحيدا سهلا ولم يزعم لنفسه ولا زعم أتباعه له هذه الطبيعة الإلهية نيابة عنه لقد كانت الأخلاق الإسلامية منذ محمد وحتى اليوم وغدا هي المفتاح الحقيقي للإنسان الذي يحلم بأن يكون لوجوده معنى".

ذلك الفيلسوف الذي قيل عنه في بعض المواضع إنه ملحد يصف ديننا بكلمة أنه المفتاح الحقيقي للإنسان ليكون لوجوده معني ولعمله قيمة ولفكره ظهور بارز.. هذا الدين الذي جاء ليكمل كل ما سبق من الأديان.

أليس الأولى في توضيح الصورة أن نتحدث ونسرد في خطبنا وكلماتنا ومواضيعنا عن رحمة أبي بكر وقوة عمر ولين عثمان وسدادة رأي علي..
أليس من الصواب أن نوضح الصورة لجيل الشباب عن حنكة خالد وشجاعة جعفر في الميدان ألسنا هكذا نصحح المفاهيم ونوقظ العقول لتتمسك بما لديها من فطرة ربانية كونية مع ما لديها من أسس دينية سليمة وموثقة..
لو سمعتم أو قرأتم من يتطاول على ديننا فلا تلوموه ولكن لوموا من نصبوا لأنفسهم مواقع نحن المصلحون وأصحاب التغيير.. يكتسحون مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات التلفاز بأصواتهم وخطبهم لينالوا أكبر قدر من الإعجاب المرصود بالتحفظ والانبهار لما يقولون.. اشتهروا لكن ليس على حساب ديننا الإسلامي.

ختاما يقول الله تعالي في كتابه الكريم: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) لذا لا بد من التيقن أن النفس البشرية هي ساحة التغيير الأولى وميدان التحدي الأساسي فلا ننتظر تحسين أحوال ونهضة نوعية دون استدراك للأخطاء الواقعة في نفوسنا مع محاولة التغيير من الداخل ليتوافق مع الخارج..

هذه الآية هي قانون صارم يحكم العلاقة بين ميدان النفس وميدان المجتمع اتخذها الكثير من المصلحين على مر الأزمان شعارا لهم فكان الفرد المسلم ثم الأسرة المسلمة ثم المجتمع المسلم وهو الطريق الأجدى نفعا ليكون التغيير ثم التمكين الحقيقي ..

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد