رفضت سياسيات مغربيات تصريحات رئيس الوزراء عبد الإله بنكيران التي اعتبر فيها عزوف النساء عن المشاركة في الأحزاب السياسية يرجع أساساً إلى انتشار التحرش الذي لا يسلم منه إلا حزبه الإسلامي.
بنكيران، كان قد قال تلك التصريحات على هامش لقاء جمعه بنساء حزب العدالة والتنمية المغربي الحاكم دار حول "المناصفة" وهو مصطلح في السياسة المغربية يشير إلى إدماج المرأة في الحياة العامة.
بن كيران قال للحاضرات: "أتعرفن لماذا لا توجد نساء داخل الأحزاب؟ لأن السبب راجع للتحرش، فهو موجود بكثرة"، وعقب قائلاً: "في هذا الحزب، الحمد لله، لم نسمع بهذا أو تقريباً، وهذا نموذج إيجابي".
كلام غير منطقي
زبيدة بوعياد، النائبة عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض للحكومة، اعتبرت كلام بنكيران غير منطقي، وقالت بحدة لـ"عربي بوست" إن "بنكيران بهذا التصريح يبخس العمل السياسي للمرأة المغربية".
ولكنها شددت مع ذلك على أنه لا يوجد حزب في المغرب ليست فيه ظاهرة التحرش، ولم تستثن من ذلك حزب بنكيران نفسه "إلا إذا كان أعضاء هذا الحزب ليسوا من البشر" حسب قولها.
وأضافت أن بنكيران نفسه أثار جدلاً عندما قال للصحافية نهاد الصنهاجي خلال توزيع جوائز تميز المرأة المغربية في مارس 2015 "عجَبتيني لكن ما عْرفْتكش".
تساءلت أيضاً عن قصة زواج سمية بنخلدون الوزيرة المنتدبة في التعليم العالي والحبيب الشوباني وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، بعد قصة حب تحدث عنها المغاربة، "كيف بدأ هذا الحب؟ أليس بإعجاب أو بنظرة أو بشيء من هذا القبيل؟".
وأكدت بوعياد أنها "ليست ضد تغزل رجل بالمرأة في إطار الاحترام، لكن استثناء بنكيران لحزبه من ظاهرة التحرش هو كلام فارغ" على حد تعبيرها.
الاجتماعات المتأخرة وليس التحرش
بدورها اعتبرت نزهة الصقلي، عن حزب "التقدم والاشتراكية" المشارك في حكومة بنكيران، أن "كلام بنكيران غريب؛ فمن المستحيل أن نرجع ضعف مشاركة النساء في العمل السياسي لظاهرة التحرش الجنسي، فالمشكلة أعمق من ذلك".
وأكدت أن "النساء في الغالب لا يستطعن الدخول إلى الأحزاب السياسية بسبب إكراهات أخرى، منها الاجتماعات في ساعات متأخرة من الليل، إضافة إلى صعوبة العمل السياسي".
واعتبرت أن انتشار التحرش في الأحزاب هو جزء من ظاهرة يعاني منها المجتمع والقول باستثناء أعضاء حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم من ذلك غير صحيح، إلا إذا كان أعضاء الحزب من صنف بشري خاص، على حد تعبيرها.