حث نائب بطريرك اللاتين في القدس وسائر الأراضي المقدسة وليم الشوملي العالم، دول العالم لاستقبال اللاجئين السوريين الفارين من الصراع، أسوة بتركيا والأردن ولبنان.
وأضاف " الشوملي" خلال كلمته في قداس منتصف الليل فجر الجمعة 25 ديسمبر/ كانون الأول 2015، الذي أقيم في كنيسة المهد، بمدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، بمناسبة حلول أعياد الميلاد حسب التقويم الغربي، " في الماضي القريب جرت حوادث، وتجري هنا في فلسطين وفي المعمورة، جعلتنا نجزم أننا فقدنا إنسانيتنا، وأصبح التدين سببا للقتل باسم الله بدلاً من أن يكون حافزاً للمؤاخاة".
اللاجئين وضحايا العنف
واستذكر "الشوملي" في مدينة السلام ضحايا العنف والإرهاب في فلسطين والدول المجاورة، وملايين اللاجئين الذين يعانون البرد القارص، والفارين من مناطق الصراع عابرين البحر طلباً للحرية والسلام، وقد تحول البحر مقبرة لهم، على حد قوله.
وتابع: "نصلي لهؤلاء ونفكر بهم جميعاً"
واستذكر أصحاب البيوت المهدمة في الضفة الغربية والقدس والأراضي المصادرة، ومن وقع عليهم عقاب جماعي، مؤكداً "أنهم إخوتنا في الإنسانية وصرختهم صرختنا،" داعياً لهدم حاجز الكراهية.
وحيا البطريك "تركيا والأردن ولبنان" لاستقبال اللاجئين السوريين الفارين من الحرب، وقال " نحيي تركيا والأردن ولبنان لاستقبال اللاجئين السوريين ونحث الدول لكسر حاجز الخوف لاستقبال اللاجئين لحين تصلح أحوالهم ويعودوا لبيوتهم".
ومضى قائلاً "ندعو مسببي الظلم ليتوبوا ويعودوا عن ظلهم، وإلى الذين يتحكمون بمقدرات الشعوب وصانعي سياسات الموت العودة إلى ضميرهم، وصانعي الأسلحة الفتاكة الذين يبنون ثروتهم على حساب دم الأخرين أن يصلهم نداء الرحمة ليتوبوا".
وقال " نصلي ليتغير وجه الارض ليحل عليها الأمن والسلام والرحمة والمحبة بدل الثأر والحقد والقتل والفساد والحرب".
حضور رسمي وأجنبي
وحضر قداس منتصف الليل، الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، ووزراء من الحكومة الفلسطينية وأعضاء من القيادة، ووزراء عرب وأجانب، ونحو 10 آلاف حاج فلسطيني وعربي وأجنبي.
وشهدت ساحة كنيسة المهد حضور آلاف المسيحيين العرب والأجانب رغم البرد الشديد.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال قبيل القداس خلال حفل عشاء الميلاد، " أمل أن يحمل العام الجديد، كل الخير والأمن والسلام لشعبنا الفلسطيني، وكل شعوب الأرض التي ترفض العنف والإرهاب، وعاماً تتحقق فيه إقامة دولتنا الفلسطينية، واستعادة حقوق شعبنا المشروعة".
وأضاف " إن شعبنا الفلسطيني يعيش، هذه الأيام، تحديات كبيرة، وهي ليست المرة الأولى التي يمر شعبنا فيها بمثل هذه التحديات، وإن شعبنا سيستمر صامداً صابراً حتى يحقق دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف".
وتمنى عباس من دول العالم الاعتراف بدولة فلسطين، وقال " نتمنى على دول العالم في هذه المناسبة ألا يتأخروا علينا بالاعتراف في دولتنا، وهناك الكثير من دول العالم التي تقول وتتحدث عن حل الدولتين، وتعترف بدولة واحدة وهي كثيرة".
وقال" بالرغم من كل ما يحصل من انتهاكات بحق المسجد الأقصى، والعدوان المستمر من قبل المستوطنين على الناس والأراضي، وفي ضوء الاتفاقات الموقعة بيننا وبعضها موقع مع رئيس الوزراء الحالي، لدينا تساؤل واحد وهو لماذا لا تحترم هذه الاتفاقات؟، أنا لا أفهم لماذا يحصل هذا!".
وتابع "نحن لن نحيد عن طريقنا، طريق السلام، والمسيرات السلمية التي يطلق عليها الاحتلال الرصاص الحي من مسافة مئة متر أو مئتي متر، ويقتل الناس، بالرغم من ذلك ستبقى هذه المسيرات السلمية، ونريد أن نصل إلى حل سلمي وبمفاوضات سلمية، حتى يحصل السلام في أرض السلام"
وهنأ عباس أبناء الشعب الفلسطيني، والمسلمين حول العالم، لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وقال: "نهنئ كل أخوتنا المسلمين، وهؤلاء الذين يؤمنون بالسلام والمحبة، ويدينون العنف والإرهاب، بمناسبة ذكرى مولد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)".
وبيت لحم مدينة تاريخية تقع في جنوب الضفة الغربية المحتلة، وتكتسب قدسيتها من احتوائها على كنيسة المهد التي يعتقد المسيحيون أن المسيح عيسى عليه السلام ولد في الموقع الذي قامت عليه.
وتحتفل الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي (من بينها الكاثوليك) بعيد الميلاد يوم 25 ديسمبر/كانون الأول، بينما تحتفل الطوائف التي تعتمد التقويم الشرقي (بينها الأرثوذكس) بالعيد يوم 7 يناير / كانون ثاني الجاري.