نجح أمين عجة، مراهق سوري مقيم ببريطانيا، في جمع مساعدات للاجئين السوريين تقدر بقيمة 115 ألف دولار أميركي.
وكان عجة في الـ15 من عمره عندما واجه أزمة اللاجئين السوريين قبل عامين، عندما اضطر جده وجدته للفرار من دمشق واللجوء إلى لبنان.
ورغم صغر سنه حالياً (17 عاماً) إلا أن تجربة جده وجدته ألهمته المساهمة في إنشاء مؤسسة "أمل" الخيرية في لبنان لمساعدة اللاجئين السوريين .
ونجح عجة في جمع مساعدات مالية بقيمة 115 ألف دولار أسهمت بشكل مباشر في مساعدة 435 عائلة و1467 طفلاً مهجراً.
وبينما نشأ عجة وترعرع في لندن التي يرتاد فيها الجامعة الأميركية، إلا أنه يرى نفسه "سورياً 100%".
فعندما تجلت أمامه حقيقة أزمة اللاجئين غداة يوليو/تموز من عام 2015، بدأ هو وصديقه تريلوك سادارانغاني يفكران بإنشاء مؤسسة "أمل" الخيرية ذاتية التمويل لجمع المساعدات وتقديمها للاجئين.
وما بين فرائضهم وواجباتهم المدرسية، خصص الطالبان وقتاً لزيارة لبنان مرتين إلى 3 مرات كل عام للاجتماع بفريق من المتطوعين ومقابلة النازحين شخصياً ومناقشة سبل إنفاق المساعدات وأين يجب تخصيصها.
ونقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن عجة قوله: "لاحظتُ أن جل المساعدات المقدمة للاجئين السوريين تتركز في المساعدات الغذائية وتأمين الملجأ دون أي جهود فاعلة في مجال التعليم".
وتابع: "هنا أطفال حرموا من التعليم والمدارس منذ 3 أو 4 أعوام، ولا أحد يكترث لهم، هناك فجوة كبيرة في المساعدات، ورأيتها فرصة للتدخل والمساعدة، بصفتي طالباً أرى فائدة التعليم وأهميته، وهذا جزء من فلسفتنا".
وهكذا يدعم أمين وزملاؤه اللاجئين المعوزين بالتعاون مع مؤسسة خيرية لبنانية أخرى هي مؤسسة "إرشاد وإصلاح".
وإلى جانب تقديم التعليم للجميع، قدمت مؤسسته "أمل" منحاً دراسية كاملة لـ62 طالباً لإكمال تعليمهم في المدارس اللبنانية.
ورأى عجة أن "الكثير من الناس لا يستوعبون أن هؤلاء اللاجئين كانوا في ما مضى من أفراد الطبقة المتوسطة مثلهم تماماً، فيهم الأطباء والمعلمون والمهندسون وسائقو السيارات، يمتلكون سيارات مثلهم، ويعيشون حياة متوسطة مثلهم، لكن الحرب أجبرتهم الآن على العيش في الخيام والشوادر والملاجئ".
واختتم بقوله إن التفاعل الذي أحدثته صورة الطفل آلان كردي الذي جرفته الأمواج جثة هامدة على شواطئ تركيا، ونشرت صورته الصحف على صفحاتها الأولى، لفت انتباه المواطن الأوروبي العادي إزاء مأساة اللاجئين.