أثار قرار إغلاق الحكومة الموريتانية لأكثر من 40 مدرسة قرآنية ومعهداً إسلامياً، تعمل على تدريس القرآن وعلوم الفقه لطلابها، جدلاً واسعاً في الشارع المحلي، كما نظمت على خلفيته احتجاجات طلابية رافضة للقرار الذي اتخذته الحكومة قبل نحو أسبوع.
ويرى معارضو القرار أنه "استهداف رسمي للقرآن ومدرسيه"، كما أنه "بداية حرب غير معلنة للحكومة على مصالح تيار الإخوان المسلمين بالبلد"، على حد تعبيرهم، وهو التيار الذي يقف خلف دعم تلك المدارس، من أجل توفير الدراسة للكثير من السكان، وخاصة في المناطق النائية.
واعتبر العديد من النشطاء بموريتانيا أن قرار الحكومة بإغلاق هذه المدارس والمعاهد لا يمكن أن يكون متعلقاً بالتراخيص وإلا "لما تركت تلك المدراس تعمل منذ سنوات خارج القانون".
وقال مصدر أمني لـ"عربي بوست" رفض ذكر اسمه، إن قرار الإغلاق جاء "بعد دراسة أمنية لواقع المدارس، وكيف يشكل بعضها خطراً أمنياً على الطلاب، لما تعكسه من غلو وتشدد، ميز العديد من الشباب المتخرجين منها".
امتعاض وتوجس
قال مصدر من إدارة أحد فروع معهد ورش، أحد تلك المعاهد المغلقة، رفض ذكر اسمه، إن الحكومة قامت بإغلاق فروع المعهد بعدد من المناطق النائية شرق البلاد، كما تم إغلاق كافة الفروع التابعة للمعهد في مدن العيون، وكوبني، والطينطان، والنعمة، وجيكني، "دون إنذار".
من جانبه، تساءل ببنانه ولد كواد، القيادي بحزب اتحاد قوى التقدم الموريتاني المعارض، في تدوينة له على فيسبوك، قائلاً "ماهي مشكلة "رئيس العمل الإسلامي وما مشكلته مع القرآن وأهله؟"، في إشارة إلى الرئيس الموريتاني الذي لقبه إمام المسجد الجامع بنواكشوط قبل فترة بـ "رئيس العمل الإسلامي".
ما هي مشكلة "رئيس العمل الإسلامي" مع القرءان وأهله ؟ أليست المحظرة عملا إسلاميا محضا ؟؟ أم أنها أصبحت تنافس فخامته في ا…
Posté par ببان كواد sur dimanche 20 décembre 2015
نفي رسمي
مصدر حكومي موريتاني قال لـ"عربي بوست" إن أسباب إغلاق المعاهد والمدارس القرآنية "هو عدم ملكيتها لتراخيص وعملها خارج القانون".
وأضاف ذات المصدر الذي رفض نشر اسمه "إننا لا نستهدف المعاهد الدينية، بل نقدم لها الدعم والعون اللازمين، ولكن عبر وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي المسؤولة عن الموضوع".
وأشرفت وزارة الشؤون الإسلامية بموريتانيا قبل أشهر على تفتيش العديد من المعاهد بالعاصمة نواكشوط، حيث شمل مصادر التمويل، والبرامج الدراسية المقررة.
وفي المقابل، واصل الكثير من المدونين بموريتانيا استنكارهم الشديد لقرار إغلاق المعاهد باعتباره يشكل "استهدافاً صريحاً للدين الإسلامي وللقائمين على تدريسه"، وسط مطالب وجّهت للجهات الرسمية بالعدول عن القرار.
وقال الكاتب الصحفي والناشط الحقوقي أحمدو ولد وديعة "إن إرهاصات المأمورية الثالثة (الولاية الثالثة للرئيس الموريتاني)، تتسارع بشكل لافت؛ وتشمل تمزيق المعارضة، استهداف مراكز قوة المجتمع وتدينه، مباشرة قمع الجمعيات، اعتماد قانون الميمات، وفي مقاطعة كوبني وحدها تم إغلاق أكثر من ثلاثين محظرة (مدرسة قرآنية)".
ارهاصات المأمورية الثالثة ،تتسارع بشكل لافت؛تمزيق المعارضة، استهداف مراكز قوة المجتمع وتدينه، مباشرة قمع الجمعيات،اعتماد قانون الميمات
Posté par أحمدو الوديعة sur mardi 22 décembre 2015
واعتبر المدون الموريتاني ولد وديعة "الحرب على المحاظر هي حرب على القرآن والتعليم على القيم،عموماً لم يكن ينقص التعليم الذي نال حظه من الاهتمام بالشعارات في ظل النظام القائم، إغلاق المحاظر بعد بيع المدارس وأزمة الجامعة"، حسب تعبيره.
وبدوره نشر المدون أج ولد الدي صورة بعض طالبات معهد ورش يرفعن مصاحف ويطالبن بإعادة فتحه قائلاً "من تحمل وزر إغلاق المحاظر، فقد تحمل عبئاً ثقيلاً، حيث حرم المئات من الرجال والنساء من أبناء الطبقات المحرومة من تعلم القرآن العظيم".
وأضاف "إن بكاء الطالبات منظر مؤثر، وتعبير صادق عن حالة المحرومين من القرآن وذويهم".
من تحمل وزر إغلاق المحاظر، فقد تحمل عبئا ثقيلا، فقد حرم المئات من الرجال والنساء من أبناء الطبقات المحرومة من تعلم القرآ…
Posté par Dje Ould Dey sur lundi 21 décembre 2015