هاجم الجمهوريون تصريحات أدلت بها هيلاري كلينتون، أبرز المرشحين الديمقراطيين لخوض الانتخابات الرئاسية، بشأن جهاديي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
فخلال مناظرة بين مرشحي الحزب الديمقراطي، السبت الماضي، في نيوهامشر قالت كلينتون: "نحن الآن أخيراً حيث يجب أن نكون". وأضافت: "لدينا استراتيجية والتزام بملاحقة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يشكل خطراً علينا وعلى المنطقة كذلك".
وتابعت: "أخيراً أصبح لدينا قرار من مجلس الأمن يوحد العالم للوصول إلى مرحلة انتقال سياسي في سوريا".
وانتقد الجمهوريون هذه التصريحات فوراً، معتبرين أن كلينتون تبدو راضية عن الوضع في سوريا، حيث يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة من الأراضي.
سياستنا الخارجية يضعها آخرون
وعلى موقع تويتر، كتب المرشح الجمهوري الطامح لخوض السباق الرئاسي جيب بوش الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه لن يحصل على أكثر من 9% من نوايا التصويت بين الجمهوريين: "كلا هيلاري كلينتون، نحن لسنا (حيث يجب أن نكون) في محاربة داعش".
من جهته، قال المرشح الجمهوري كارلي فيورينا، الأقل حظاً بحسب استطلاعات الرأي، على قناة "فوكس نيوز"، مساء الأحد 21 ديسمبر/كانون الأول 2015: "لا أصدق صراحة. بطريقة ما وضعَنا قرارٌ من الأمم المتحدة حول سوريا حيث يجب أن نكون! أعتقد أن هذا انعكاس لمعتقدات هيلاري كلينتون وباراك أوباما بأن سياستنا الخارجية يضعها آخرون".
وجاءت تصريحات كلينتون خلال مناظرة مع منافسيها الديمقراطيين بيرني ساندرز ومارتن أومالي حول الاستراتيجية المناسبة التي يجب تبنيها في سوريا.
وأكدت كلينتون ضرورة فتح جبهتين في الوقت نفسه: واحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وأخرى ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
واعتبرت أن القرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي، الجمعة الماضي، يجب أن يطبق بدقة، إذ إنه ينص على وقف لإطلاق النار ومفاوضات سياسية وتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات في غضون 18 شهراً.
وأشارت إلى أن المعارضة السورية التي تقاتل الأسد ستقاتل تنظيم الدولة الإسلامية بمجرد ضمان أن الرئيس السوري سيتنحى.
ترامب يجند لصالح الجهاديين
من جهة أخرى انتقد أبرز المرشحين الجمهوريين دونالد ترامب تصريحات كلينتون، بعدما قالت خلال المناظرة إن ترامب "أصبح أفضل مسؤول عن التجنيد لدى تنظيم الدولة الإسلامية".
وصرحت كلينتون في المناظرة بأن الجهاديين "يبثون مقاطع فيديو لدونالد ترامب وهو يهين الإسلام والمسلمين بهدف تجنيد عدد أكبر من الجهاديين المتطرفين".
وتناول ترامب هذه التصريحات في برنامج "ذيس ويك" على قناة "إيه بي سي"، مشدداً على أنه لا يوجد فيديو مماثل، وأن المراسلين الإخباريين لم يتمكنوا من العثور على تسجيل من هذا النوع.
وقال: "يمكنهم أن يصنعوا واحداً، أعرف عائلة كلينتون وأعرف هيلاري". وأضاف ترامب: "أعني أنها اختلقت القصة".
ولفتت المتحدثة باسم حملة كلينتون، جينيفير بالمييري، في وقت لاحق عبر القناة نفسها، الى أن المرشحة الديمقراطية "لم تكن تشير إلى شريط فيديو معين".
واتهمت ترامب بأنه "يُستخدم دعائياً من قبل تنظيم الدولة الإسلامية على الشبكات الاجتماعية لدعم عمليات التجنيد".
وأشارت إلى أن مجموعات تقوم بمتابعة حسابات التنظيم الجهادي قالت إن الجهاديين "يستخدمونه كدعاية للمساعدة في تجنيد أنصار".
وكانت هيلاري كلينتون وغيرها من المرشحين الديمقراطيين الطامحين لخوض الانتخابات الرئاسية استخدموا دونالد ترامب لتسليط الضوء على دعواتهم إلى هزيمة الجهاديين المتطرفين من دون استخدام لغة التعصب والتهديد التي انتهجها منافسهم الجمهوري.
وشددت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة والسيناتور بيرني ساندرز وحاكم ولاية ميريلاند السابق مارتن أومالي على الحاجة إلى تعزيز الأمن القومي، ورفع الحد الأدنى للأجور وحماية حقوق المرأة والأقليات والمحرومين.
وتزايدت شعبية ترامب في الأسابيع الأخيرة في أعقاب تصريحاته الأكثر إثارة للجدل، ويتصدر استطلاعات الرأي الوطنية بين المرشحين الجمهوريين.
وكانت هذه المناظرة الثالثة للديمقراطيين في إطار الانتخابات التمهيدية، والأخيرة لعام 2015. كما أنها الأولى بعد الاعتداء الذي نفذه زوجان متطرفان في سان برناردينو في كاليفورنيا وأسفر عن مقتل 14 شخصاً.