“الدولة الإسلامية” في عام 2015.. نشاط عالمي ومشكلة مستعصية الحل عملياً

عربي بوست
تم النشر: 2015/12/20 الساعة 08:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/12/20 الساعة 08:03 بتوقيت غرينتش

بعد اعتداءات باريس وبيروت وسيناء وكاليفورنيا أدرك العالم في 2015 أنه كان وسيبقى معرضاً لإرهاب يشجعه وينفذه تنظيم "الدولة الإسلامية".

اتجه "داعش" الذي أعلن تأسيسه في ربيع 2014 في المناطق الحدودية التي سيطر عليها في سوريا والعراق والذي كان منهمكاً في البدء بتعزيز سيطرته عليها، في سنة 2015 نحو "أعدائه الأبعد" عبر تنظيم أو الإيحاء بتنظيم هجمات على أهداف مدنية أوقعت مئات القتلى والجرحى من "شارلي إيبدو" إلى تونس و"سان بيرناردينو".

نشاط عالمي

يقول "ريتشارد باريت" نائب رئيس مجموعة "صوفان غروب" في نيويورك، إن تنظيم "الدولة الإسلامية" أصبح ينشط على مستوى "عالمي". وكان "باريت" تولى في السابق إدارة شعبة مكافحة الإرهاب في الاستخبارات البريطانية ثم وحدة مراقبة القاعدة وطالبان في الأمم المتحدة.

ويضيف "في الوقت الحالي فإن الدوران حول أنفسنا وإرسال المزيد من المقاتلات والقاذفات لن يحل المشكلة لا بل سيعقدها، ولكن السياسيين يواجهون صعوبات كثيرة في إدارة هذه الأمور، والناس يشعرون بالخوف، وهذا هو هدف الإرهاب: بث الرعب".

ودعا باريت إلى ما أسماه "المقاومة الاجتماعية" لمواجهة "الإرهاب"، وإلا سيتم الاصطدام بمشكلات جمة، لأن الحياة وقتها ستتحول إلى رعب.

تكمن قوة تنظيم الدولة الاسلامية في إمكانية الاعتماد على عناصر يرسلون من معاقله في سوريا والعراق لتنفيذ عمليات في أوربا، كما حصل بالنسبة لمنفذي هجمات باريس في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني.

كما يعتمد على مناصرين موجودين أصلا في المكان كما كانت حال سيد رضوان فاروق وتشفين مالك اللذين اعتنقا التطرف وقررا القيام بهجوم دون اتصال مباشر على ما يبدو مع التنظيم.

ويضاف إلى هذا التهديد المزدوج المتمثل في الجهاديين المتمرسين مثل الأخوين كواشي منفذي الهجوم على شارلي أيبدو اللذين كانا تحت المراقبة ثم اعتبرا أقل خطورة وعرفا كيف يتواريان قبل أن يوجها ضربتهما المفاجئة.

مشكلة المقاتلين الأجانب

تجد قوى الأمن والشرطة صعوبة في الحفاظ على مستوى اليقظة أمام زيادة عدد المشتبه بهم رغم تعزيز قدراتها في كل الدول المستهدفة بهجمات تنظيم "الدولة الإسلامية" وتنظيم القاعدة.

ويقول بروس ريدل من مركز "بروكنغز" البحثي في واشنطن إن "كل عناصر قوات الأمن الأوربيين الذين التقيت بهم خلال السنة الماضية يشعرون بحالة من العجز عندما يتحدثون عن مشكلة المقاتلين الأجانب" العائدين من سوريا والعراق "إنها مشكلة مستعصية على الحل عملياً".

ويضيف المسؤول السابق في الاستخبارات الأميركية (سي آي ايه) إن مجرد القيام بمراقبة مكثفة لهؤلاء تستدعي استنفار كافة القوى الأمنية وجيوش العالم الغربي باستمرار، وهذا "مستحيل بالطبع.. نحن إذاً أمام مشكلة عويصة، وهذا يعني أن ما نواجهه يفوق قدراتنا".

ورغم تشكيل تحالف تحت رعاية السعودية يضم 34 بلداً إسلامياً في غالبيتها لمحاربة الارهاب "بالسبل العسكرية والفكرية"، يقول جان-بيار فيليو أستاذ العلوم السياسية في باريس إن "العالم عاجز عن تنسيق جهوده والتعاون في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية".

ويضيف أن "اعتداءات باريس ومن ثم سان بيرناردينو ذكرت الدول الغربية بأن داعش يمكن أن يضرب في أي وقت".

دفع المجتمع نحو التقاتل

ويتابع "واضح أن فرنسا ورغم الدعم البريطاني والألماني لم تحصل على دعم جدي من باقي الدول الأوربية.. أما الولايات المتحدة فتفضل حملة طويلة الأمد تترك لداعش الوقت لتطوير شبكاته عبر الحدود.. وروسيا أكثر اهتماماً بمساندة حليفها بشار الأسد وتقوم بضرب معارضيه أكثر من التركيز على ضرب داعش".

ورغم إدراكها بالتهديد الذي يحيق بها فإن الدول المستهدفة بتنظيم "الدولة الإسلامية" تفادت حتى الآن الوقوع في الفخ الذي نصبه التنظيم الجهادي، والمتمثل في كسب تعاطف مسلمي هذه الدول وانضمامهم إليه على أساس وصمهم واتهامهم بالتواطؤ معه.

وكتب أستاذ العلوم السياسية الفرنسي جيل كيبل في كتابه "الإرهاب في فرنسا" أنه "عدا عن الرعب الذي تثيره فإن الإرهاب الذي شهدت سنة 2015 أقصى تجلياته، هدفه أن يدفع المجتمع الكافر إلى التقاتل بعد تحويله إلى مجتمع مقسم إلى غيتوات طائفية تنغمس في الحرب الأهلية".

ويضيف أن "رؤية الجهاديين التي تدفع المجتمع إلى حافة الكارثة تتغذى على استقطاب المسلمين الذين يشعرون بأنهم ضحايا كراهية الإسلام التي تتغذى بدورها على المجازر التي يرتكبها الإسلاميون المتطرفون".

علامات:
تحميل المزيد