أثارت المحادثات القائمة بين تركيا وإسرائيل لتطبيع العلاقات مرة أخرى بين البلدين والتي شهدت توتراً منذ 2011، مخاوف لدى محللين ومسؤولين إسرائيليين سابقين حول وضع علاقات دولتهم مع القاهرة وموسكو ورأوا أنها ستتأثر سلباً بتحسن علاقات تل أبيب وأنقرة، كما أبدوا مخاوفهم من عدم تنازل الأتراك عن موقفهم بشأن رفع الحصار عن غزة.
بعض المحللين الإسرائيليين يرون أن اتفاق تركيا وإسرائيل يواجه عقبات وبخاصة أن تل أبيب بنت خلال السنوات السابقة علاقات متينة مع روسيا وكذلك مع القاهرة إلى جانب علاقات ودية مع قبرص واليونان، وجميعها دول تعيش خلافات مع تركيا.
وزير الخارجية الإسرائيلي السابق أفيجدور ليبرمان قال إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "زعيم نظام إسلامي راديكالي"، وحذر ليبرمان من أن "أي مصالحة مع أنقرة ستؤدي إلى تضرر علاقاتنا مع مصر".
ليبرمان أكد أن إسرائيل بذلت خلال السنوات الماضية جهودا حثيثة لتطوير العلاقات مع اليونان وقبرص مقابل تركيا، مضيفا أن هناك صعوبة في أن يتراجع أردوغان عن المطالبة برفع الحصار عن غزة، وهو ما يعني أن أي موطئ قدم جديد للأتراك في غزة سيكون على حساب مصر.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن أوساط سياسية إسرائيلية أن على تركيا تحقيق الخطوة التالية بعد الاتفاق، لأن إسرائيل اعتذرت وهي مستعدة لدفع الأموال اللازمة، وقالوا إن تل أبيب لن تدفع المزيد لتطبيع العلاقات مع تركيا، في إشارة إلى رفع الحصار عن غزة.
أما زعيم حزب المعسكر الصهيوني المعارض يتسحاق هرتسوغ فقد انتقد الاتفاق وأكد لصحيفة "معاريف" أنه كان بالإمكان الوصول لاتفاق أفضل مع تركيا، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خاف حينها من وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان.
فيما قالت عضو لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست كسنيه سافاتلوفا، إن "تركيا دولة مهمة لكنها ليست أكثر أهمية من روسيا".
مباحثات كانت قد جرت بين يوسي تشيخنوفر مبعوث رئيس الحكومة الإسرائيلية ومستشار الأمن القومي يوسي كوهين رئيس جهاز الموساد القادم، في زيوريخ الأربعاء الماضي مع مدير عام الخارجية التركية فريدون سينيرلولو، واتفقوا على الخطوط العامة لهذه المصالحة.
وتدور مبادئ الاتفاق بين تل أبيب وأنقرة حول الآتي:
– تدفع إسرائيل 20 مليون دولار تعويضاً للضحايا الأتراك الذين قتلوا وأصيبوا بنيران الجيش الإسرائيلي قبالة شواطئ غزة أواسط عام 2010، في سفينة "مافي مرمرة".
– يعود سفراء البلدين لممارسة مهامهما، وتلغي تركيا الدعاوى القضائية ضد الجنود والضباط الإسرائيليين.
– إبعاد قائد الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس صالح العاروري من تركيا.
– التعاون المشترك بين البلدين في مجال الغاز الطبيعي.