عبر 56 عضواً بمجلس الشيوخ الأميركي للرئيس باراك أوباما عن قلقهم من تجربتين للصواريخ الباليستية أجرتهما إيران، بينما دعا برلمانيون جمهوريون الرئيس إلى عدم رفع العقوبات المفروضة على طهران بموجب الاتفاق الدولي حول برنامجها النووي، فيما نقل إعلامي سعودي عن مسؤول بوزارة الخزانة الأميركية، قوله إن طهران مازالت تمثل خطرًا على أوروبا، وعلى العالم، بدعمها الإرهاب وأن رفع الحظر عنها يتبعه توجيه ما ستحصل عليه من أمول لتلك المنظمات .
ووجّه 35 من الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ و21 ديمقراطياً رسالتين منفصلتين الأربعاء والخميس إلى أوباما ليدينوا بالعبارات نفسها تجربتين لإطلاق صواريخ باليستية أجرتهما إيران في 10 أكتوبر/تشرين الأول و21 نوفمبر/تشرين الثاني في مخالفة لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإيران.
الجمهوريون كتبوا إلى أوباما، وبينهم خصمه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2008 جون ماكين، أن "فشل إدارتكم في اتخاذ إجراءات ملموسة بعد التصريحات الصارمة يشكل دعوة لإيران لمواصلة انتهاك التزاماتها وتهديد الأميركيين وحلفائنا".
أما أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون فقد عبروا عن "قلقهم العميق من استمرار انتهاك إيران لقرار الأمم المتحدة رقم 1929".
وطالبوا بأن يكون لذلك "عواقب"، وذهبوا إلى حد الطلب صراحة من البيت الأبيض التخلي عن رفع العقوبات الأميركية عن إيران.
هل انقلبت واشنطن على طهران؟
وفي نفس السياق، تحدث الكاتب والإعلامي السعودي عبدالرحمن الراشد عن احتمالات تغير العلاقة بين أميركا وإيران، وذلك في مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط"، الجمعة، جاء بعنوان: "هل انقلبت واشنطن على طهران؟".
الراشد نقل عن أحد كبار مسؤولي الخزانة الأميركية حديثه في مركز "تشاتم هاوس" في لندن عن التعامل مع إيران، الذي قال فيه: "إن الولايات المتحدة وجدت أن إيران، حتى من دون قدرات نووية، تمثل خطرًا على أوروبا، وعلى العالم".
المسؤول الأميركي الرفيع قال أيضاً، حسب الراشد: "لا تزال إيران تتقدم حكومات العالم الممولة للإرهاب، فهي الداعم الرئيسي لحزب الله، وهي التي تزود بالسلاح المتطرفين في اليمن، وهي من تمكّن نظام الأسد من العنف والدمار الذي يرتكبه في سوريا".
وأكد مسؤول الخزانة الأميركية أن الحكومة الأميركية قررت أن تفرق بين رفع المقاطعة عن إيران الذي تستحقه بسبب توقيعها اتفاقية البرنامج النووي مع الغرب، لكن ستبقي على مقاطعتها وملاحقة شركاتها وأفرادها وكل من يتعاون معها في الجانب الإرهابي.
ويقول الراشد إن واشنطن اكتشفت أخيرًا أن إيران لم تتخل عن سياستها بدعم الإرهاب الذي يهدد العالم، وإن الأميركيين ظنوا أن رفع الحظر سيدفعها نحو سياسة الاعتدال، وإذ بها توقد المزيد من الحروب في المنطقة، بجانب أن الأموال التي حصلت عليها من رفع العقوبات الأميركية صارت تنفقها على صفقات سلاح من روسيا، التي استضافتها في محور عسكري نشط في سوريا والعراق ضد الغرب.