أذكر وقت أن وقع الانقلاب العسكري، استغرب العديد من الأصدقاء على الفيسبوك انحيازي لصف الإخوان المسلمين وللمعتصمين في ذلك الوقت في الميادين (رابعة العدوية، النهضة)، واندهش الأقارب والأحبة من ذلك التضامن.. منهم من حذفني قصداً من قائمة الأصدقاء لديه ظناً منه أني أصبحت إخوانياً، ومنهم من فعلها "بالبلوك" علماً بأنني لم أكن يوماً إخوانياً وهذا شرف لأي شخص لا أدعيه.
في حقيقة الأمر الكل شرف لا ندعيه.. الإخوان المسلمون هم شرف لا ندعيه.. شباب التيار السلفي الرافض للانقلاب العسكري هم أيضاً شرف لا ندعيه، شباب 6 إبريل وشباب التيار الثوري والاشتراكيون الثوريون جميعهم شرف لا ندعيه .. كل من رفض الانقلاب العسكري في مصر أوّقّره وأحترمه وأنحني له احتراماً وتبجيلاً.
كل من اعتصم بالميادين دفاعاً عن حقه وصوته الذي ذهب لمن منحه ودفاعاً عن رئيس منتخب اختاره المصريون بكامل إرادتهم ومنحتهم الثورة حق اختياره، كل من آمن بمبادئ الثورة وضرورة تحقيق أهدافها وكان على يقين من أن الانتخابات الرئاسية عام 2012 هي المكتسب الوحيد الذي حققته ثورة يناير/كانون الثاني..
كل من حلم بغدٍ أفضل لمصر، وحلم بمستقبل مصر من دون الفساد والفاسدين، بنظام يحكم ولا يأمر، بجيش يحمي ولا يحكم، بشرطة ترعى الشعب وتسهر عليه، وقضاء يحافظ على حقوقه ويستعيدها، يعملون من أجله فقط لا من أجل النظام ورأسه، كل هؤلاء أنحني لهم تقديراً وإجلالاً.
الكل شرف لا ندعيه ولا نطلبه.. الثوار الموتى في يناير/كانون الثاني وما تلاها من أحداث، والثوار الموتى في رابعة العدوية والنهضة وما تلاهما من أحداث.. مصابو الثورة في أحداث يناير وبعد الانقلاب العسكري.. الثوار المطاردون في الخارج وإخوانهم المحبوسون في سجون الانقلاب بالداخل.. كل كلمة حق وكل صوت حمى الثورة ودافع عنها ولا يزال يفعل ذلك.
مرفق: آفة حارتنا التخوين!
سأقتبس جزءاً من مقال سابق لي بعنوان "ماذا نفعل من أجل الثورة؟" وفيه قلت ما يلي: لا بد أن يتناسى كل من ثاروا لأجل الثورة وأوذوا فيها خصوماتهم البينية هذا من جانب، ومن جانب آخر أن يغفلوا عن ثأرهم ممن تآمر على هذا الشعب وقتله في الشوارع والميادين ولو بشكل مؤقت، حتى يتسنى للثورة أن تقف على أرجلها بثبات؛ لكي تقتص ممن شارك ضدها بالفعل أو بالقول، وحتى تحكم الثورة ويكون لها السيادة على الدولة وتحقق أهدافها المرجوة لها.
تناسى – تناسى – تناسى.. هذه هي المفاتيح للوصول للهدف.. هذا بين الثوار وبعضهم
وغفلة مؤقتة عن الحقوق حتى مرحلة التمكين.. هذه الغفلة تجاه الأعداء وهي مؤقتة كما ذكرنا
ثم نجاح بإذن الله بعد الاصطفاف صفاً واحداً ضد أعداء مصر والمصريين ويكون للشرفاء الكلمة العليا
تعلمون: آفة حارتنا التخوين!
وتعلمون كذلك أيضاً: عندما ننتهي من ذلك ونتلاحم كجسد واحد، وقتها فقط سنصل للنجاح ولن يقف أمامنا لا ديكتاتور أهوج ولا فسدة ولا جهلة حمقاء ولا مرتزقون بلهاء، سننتصر وسنقول كلمتنا ونحيا لمصر بها ومن أجلها، إن شاء منّ علينا الله من كرمه وإن شئنا نحن فعلناها وأخذنا بالأسباب.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.