انطلقت بمحافظة سيدي بوزيد، وسط تونس الخميس 17 ديسمبر/ كانون الأول 2015 احتفالات الذكرى الخامسة لاندلاع شرارة "ثورة 2010" التي قادت إلى الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي.
في مثل هذا التاريخ من العام 2010 أقدم بائع الخضار محمد البوعزيزي، على إضرام النار في نفسه، أمام مقر محافظة سيدي بوزيد، إثر شجار مع شرطية منعته من المكوث في المكان بتجارته.
وسرعان ما خلّف حادث البوعزيزي الذي لقي حتفه، آنذاك، احتجاجات انتشرت في باقي محافظات البلاد، قبل أن تُطيح بنظام بن علي في الـ 14 من يناير/ كانون الثاني 2011.
صورة بوعزيزي تتصدر سيدي بوزيد
تعيش سيدي بوزيد على وقع الحدث بتعليق صورة البوعزيزي في المكان الذي أضرم فيه النارَ بجسده، كتب عليها " ثورة 17 ديسمبر رمز الوحدة الوطنية"، كما تم تزيين مدخل المدينة وشوارعها الرئيسية بعلمي تونس، وفلسطين التي تحل ضيفة شرف على هذه الاحتفالات، وسط تواجد أمني مكثف.
وكان الاتحاد العام التونسي للشغل، دعا الأربعاء، المواطنين في المدينة، إلى عطلة محلية، بمناسبة هذه الاحتفالات التي تنظم تحت شعار "سيدي بوزيد الثورة متواصلة".
حضور رسمي ضعيف
يوسف الجلايلي، الناطق الرسمي باسم هيئة المهرجان المُنظم في المدينة، وجه في كلمة له أمام الآلاف من الأهالي" اللوم الخاص للرئاسات (رؤساء الدولة والحكومة والبرلمان) لعدم الحضور وتواصل التهميش، اليوم نحيي الذكرى لوحدنا في غياب الدولة".
وأضاف "هذه ليست سياسة دولة، نريد الديمقراطية على شاكلة الدول الديمقراطية، مطالبنا سُجلت، والقرارات حبر على ورق، نطالب بعيد وطني لـ 17 من ديسمبر، أرجو تدارك هذا في أقرب الآجال".
وحضر افتتاحية المهرجان، ممثلون عن السلطات الثلاث، فيما اكتفى أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل، الحسين العباسي، بالحضور في مقر الاتحاد بالمحافظة.
ندوات ومتحف
وقال نجيب كوكة، مدير المهرجان إن "أبرز ما يميز هذه الدورة عن سابقاتها أن البرمجة ثرية بندوات حول الدستور يشارك فيها مختصون، ورجال قانون".
وتزامناً مع الذكرى الخامسة للثورة، تضع السلطات بإشراف وزيرة الثقافة لطيفة الأخضر، حجر الأساس لمتحف يؤرخ لمسار الثورة التونسية منذ اندلاع شرارتها الأولى مع البوعزيزي، في المدينة نفسها.